كتبت نورهان احمد
أراهُ شاحِب الوَجه ، وَلكِنه يُحاول إِظهار أَنهُ ثابتُ المَلامح وبِداخِلهِ حُروب لا تَنتهي ! ، قَلبٌ يَصْرُخُ لَيلاً كُل لَيلة .. لا يَغفو مِن الآلام ، لا يَستطيع أن يُرَمِم شَتاتَهُ ؛ طُعِنَ مِن اقربِ الأقربين ، خُذِلَ مِمَن قال لهُ أنهُ اقرَبُ القُلوب لهُ وأنهُ مَنزِلهُ ! ، يُصَرِخُ العَقل لهُ ويَقوم بِتذكيرهِ أنَهُ حَذرَهُ مِن قَبل وأنهُ لَم يَستمِع .. وَهَكذا عِقابهُ !
القلبُ كان يَلِحُ على العَقل أن يَترُكَهُ وَشأنُه ، لَكِـنَـهُ مَـا فَعل ..! ، ظَل يُهَيِجُ وَجَعهُ وأنه يَستحقُ ما هو بِهِ الآن .. مِن الآم ووَجَع ، وخِذلان ، وشَتات ، وحُروب لا يَعلمُ أحد عَنها .. نيرانٌ احْرقَت كُل مَا بهِ ، احرَقَتهُ كُلياً ؛ أصبح رَماداً ! ، لا يستطيع أن يَحيَى مِن جديد ! ، تَعِب كَثيراً مِن إثبات أنهُ بِخير وهو الحُزنُ يَجتاحُ أرضهُ ولا يَتركهُ أبداً ، أصبح صديقاً لهُ مِن غَمرةِ ما بهِ مِن آلام ، لا أحد يَعلمهُ غَيْـري ، ولَكِـنَـهُ يُحاوِلُ الثَبات أمَام الجَمـيع ، وَتَراهُ باكِـياً بالعَودةِ في الطَريق .. أُرهِقَ مِن إِرْتِداءِ قِناع القُوةِ وهو لا يَخمِد بهِ الألم !
لا يُغادرهُ الحُزن ، لا يستطيع نِزاع اليَباب بهِ .. لا يَستَطيع !
لِـ يَلعَن اللَّهُ مَن غَرَسَ الحزنُ بِِقلبهِ ونَزعَ السَعادة ، مَن خَذلهُ وتُركهُ باكِياً يَسأل نفسهُ بالطَريقِ : لِماذا ؟ مَن وَهَمهُ أنهُ مَنزِلهُ وأن بِقلبهِ الدِفء وكَسرهُ !
ذَنبُ هذا القلب أنهُ اَحَب من عُمقهِ لِـ مَن لم يَسمع عن الحُبِ مِن قبل ولا يعرِفهُ ولا يَحظى بهِ ، خدعهُ وخذلهُ وغادرهُ والدِماءُ تَسيلُ كالچود مِن غَمرةِ الطعنةِ والجرح !
تركهُ يَنزِفُ بِكل ما بهِ مِن فتور !
بلا قلب هذا المَرء .. كيف يَجرحُ مَن أعطاهُ قَلبهُ وأمَّنَهُ عَليهِ ؟! على مَن لا يَأمَن .. على رامقِ الامان فقيرُ الحبِ ، قَرأتُ مُنذ فترة قصيرة اقتباس وهو ” سأكتب عنكَ رواية
يلعنك كُل مَن يقرأها . ”
انا اليَوم أكتُب ذلك النص لِـ يَلْعَنَني كُل قارِئ يَقرأهُ .. نعم : أنا ذَلك المُذنِب المَلعون المَذكور بالنص الذي جَرح وخَدع وكَسر .. أنا الكافرُ الذي لم يُؤمن بالحُبِ .. ولكني آمنتُ بعد افعالي وهذه هي العواقب .. ان يَلعَنني كُل مَن يَقرأ ، ولقد عوقِبت بأشياء كثيرة لن اذكُرها !
ولكن بِختامِ هذا النص أرجو : المُسامَحة .
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ