كتبت/دعاء ناصر
تنشر الغسيل الشبه مجفف بمشابك ملونة بلاستيكية، تبعث البهجة بداخلها وكأنها ترسم لوحة متناسقة، القصيرة ثم يليها الأكثر طولا.
تكره المشابك الخشبية، غير أن الصدي يترك اثره علي الملابس، الا أنها تشعرها بالملل والرتابة .
الرائحة العطرة تضوي في المكان ،فيما تتهمس النسوة عن السر ،هل نوع المسحوق، أم انها تضاف للملابس معطر؟.
لو سألتها أحداهن لو جوابت علي الفور نوع المسحوق الذي تستخدمه .
ما أن انتهت حتي درات برأسها يسار الشرفة، حتي استحالت ابتسامتها حزن وأسف علي زراعتها التي ماتت .
برغم حرصها الشديد علي الأعتناء بالريحان والنعناع، لا تعرف السبب أو الخطأ الذي فعلته ،برغم اتباعها تعليمات صاحب المشتل الري يوم بعد يوم والشمس تكون مواربة حتي لا يموت
.لماذا إذن مات ؟…ولماذا تحتفظ بأصائص الزرع ؟ ربما كثرة اعتنائها به جعلته يتوقف عن النمو ؟ لقد حدث العكس مع نباتاتها .
تهز جذور الريحان الميتة، ومع هذا تبعث رائحته الجميلة .
كانت تخشي يوم هكذا، حذرها زوجها يوم ابتاعت الريحان والنعناع كطفلة صغيرة تغدق عليها الدنيا القليل من السعادة المنسية، بعد فترة من اكتئاب الولادة وعدت زوجها بأن تعتني به .
عندما مات الزرع شعرت بالذنب، وفي أحدي المرات كانت قد همت بالقاء بأصائص في القمامة، أخبرها زوجها بأن لا تفعل وتتركه لحين شراء بذور ريحان ونعناع أخري تقوم بزرعتها
.ثمة شعور لا يوصف نما بداخلها جراء حديث زوجها كأنها تيقنت بأنها ليست قاتلة ولا مهملة، وأن ما تشعر به من ذنب لا يد لها فيها.
ربما أملي عليه صاحب المشتل تعليمات خاطئة، وأن كانت مخطئة بالفعل لم يشعرها بالندم وهذا كافية بالنسبة لها ..
المزيد من الأخبار
في الحوش
إليك ياأبي
إما الأولوية أو العدم