كتبت الشيماء أحمد عبد اللاه
هناك من يعرف قيمتك فَيبيعك، وهناك من يعرفها فيشتريك، هناكَ من عرف نقاطَ ضعفك فأذاك ، وهناك من عرفها فداواك ، هناك من وجودهم وباء، ومن قربهم الحياة، هم بجانبك، ولا تراهم يواسونك بكلمة أو سؤال عابر، لن تعرفهم في أيام نورك، هم فقط يأتون في ظلامك؛ ليضيؤوك، قد يتأخرون ولكن لا محالة سيأتون..!
هناك من هجرنا وغادرنا، وهناك من سرق وقتنا، وهناك من قسى علينا في لحظة ضعف، وهناك من ألقى علينا السلام كأننا لم نعرفه يومًا، وهناك من تنكّر لنا، كأننا ما أحببناه عُمرًا، هناك من حنّ إلينا، لكن بعد فوات الأوان، مشاعرٌ نخفيها في صدورنا تكسرنا، لسنا سيئين إن تركنا أحدًا حتى لو في المنتصف، ولكن هناك أفعال تتخطى الحدود تأبى أن تُغتفر، أفعال لا تُعاقب إلا بالتخلي !
هناك أحاسيسٌ مدفونةٌ في القلب، لا يعيشها إلا المنكسرون، وفي ثنايا ضلوعنا تكتمل قصصنا الحزينة التي لم نستطع كتابتها بأنفسنا، نصل في فترة من حياتنا إلى تلك القناعة التي تقول: لم يد في العُمر ما يَسمحُ لي بانتظار الآمال، و أنه لم يتبق هناك متسع لمزيد من التجارب، والقرارات الخاطئة، لم نعد نملك ترف الوقت لمزيد من التجارب البائسة، ولم تعد الرفقة مغرية كسابقها، كل ما نريده دروبًا آمنه، نريد أمورًا يقينيّة، خُطوةٌ واحدة في الدربِ الخاطيء، تُكلّفنا عُمرًا.
لقد قاومت الطّوفان الذي كان قادمًا بمفردي، لكني أغرقتني القطرة، ولكن سلامٌ علينا نحن الغرباء، الجالسون بعيدًا عن الأضواء، سلامٌ على روحنا اللطيفة التي تملأ الكون سكينة، وراحة رغم صخبها، سلامٌ علينا إن كنا مجهولين، أو متجلين كوضوح القمر ليلة بدره، سلامٌ علينا دائمًا، وألفُ سلام….
المزيد من الأخبار
سفينة النجاة
ألا تشكر الله
الله المعين