للكاتبة هبة لعرج:
_
المحزن في هذه الحياة،
أن الوداع يأتي قبل أن نستوعبه،
فلا تدرك أنها المرة الأخيرة إلا بعد فوات الأوان،
نتأخر كثيرا قبل أن نقول “إلى اللقاء”،
وفي حالتِي مثلا
لم أقلها حتى،
هشّم الجبن أضلعي فَلم أجرؤ على التفوه بها،
ربما لأنني أدرك جيدا أن لا لقاء لنا بعد الآن،
وأنه لمن العار أن تبني أملا زائفًا سيتوارى مع الأيام،
كما توارت عيناك اللتان كانتا ملاذي الوحيد يومها وتلاشَيت رويدًا رويدًا،
تاركًا خلفك شخصًا بلا مأوى،
يختفي في غيابِك بدوره شيئًا فشيئًا.
لذلك اكتفيتُ بتحريك يدِي يمينًا وشمالا دون أن ترانِي،
كما هو الحال دومًا،
خلفَك، خلفَهم، خلفَ الجميع.
أعرف الكل، ولا يعرفنِي أحد،
وللمرة الأولى، تمنيتُ لو تلاحظنِي
وتدرك أن هنالك شخصًا بجانبك دون أن تراه،
يلوح بيده مودعا، لطيف اعتاد وجوده،
وعينين كانتَا ملاذًا،
لشبحٍ متشرد، يقال أنّه ” أنا”.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور