كتبت: هاجر حسن
في مشوار الحياة، أدركت أن قوانينها وشعاراتها وطقوسها كلها تتلاشى أمام حقيقة واحدة: الموت.
فكل ما حولنا يتلبس بالكذب والخداع، ويتلون بالنفاق.
قالوا: “لا يموت أحدٌ من الجوع”، لكن آلاف الأطفال والكبار سقطوا صرعى الجوع. وكما فشلوا في إطعام الجياع، فشلوا أيضًا في تحقيق السلام.
زعموا أن العالم يسعى إلى السلام، ولكنهم كانوا أول من أشعل الحروب، فقصفت ودمرت بلدانًا كثيرة، ليصبح السلام حلمًا بعيد المنال.
وها هم الحكام الذين يصيحون بالسعي لمصلحة الشعب والسلام، هم أنفسهم من يظلمون شعوبهم ويتركونهم يتخبطون تحت وطأة الجوع والأسر والحرمان. غير مبالين بالمصير الذي يقودونهم إليه. بينما يقولون إن المدرسة للتربية والتعليم، أهملوا حق المعلم ومكانته، وتجاهلوا التربية،وهمشوا التعليم وسحقوه.
ادعوا أن السجون مخصصة للمجرمين والمعتدين، لكن الظالمين يظلون أحرارًا طلقاء، بينما يسحق المظلومون، ويسرق عمرهم خلف القضبان.
وبينما صاحوا في خطبهم: “نعم للتعبير عن الرأي والحرية”، أخرسوا وعنفوا، كل من نادى بالحرية، وكأنها تهديد لعرشهم.
رغم زعمهم أن مستشفى الأمراض النفسية مخصص للمرضى، حولوه إلى منفى للعقلاء، ضحايا الظلم والتعنيف. أوهمونا بأن العقلاء يرتقون، بينما في الواقع الجهلاء هم من يسيطرون وينتشر فسادهم في الأرض.
قالوا: “هذه دول عربية إسلامية”، ولكنهم فتنوا أنفسهم، فيغلقون المساجد، ويحاربون الدين، وينشتغلون بفتن الدنيا، يلهون ويتبعون الفساد كقطيع أعمى لا يرى الضوء فيسير نحو الهاوية.
وما بين السجون والظلم والدمار، تستمر الحياة في هذا الكوكب المكتظ بالفساد. ولم يبقَ شيءٌ حقيقي سوى الموت، الذي يأخذ الأرواح بحقٍ إلى ربها ولا تعود. ترى الأطفال والشباب الأكثر عرضة، والموت يحيط بك كغمامة ثقيلة.
وهنا يبقي السؤال الأعمق: “ماذا أعددت للقاء الله؟ هل تسعى لحسن الخاتمة، أم أن الدنيا تجذبك نحو لهوها وكذب المستميت؟
الموت هو الحقيقة الوحيدة، النهاية التي لا تتبدل أو تتغير في هذا الكون الذي أفسدوا به كل القيم. الموت هو البداية لحياة خالدة، إما في جنات النعيم، تحيطك الملائكة، أو في نار جهنم معذبًا.
الحياة قصيرة، والدنيا كاذبة، فأي طريق ستختار؟ وأي مصير ستلقى؟ احذر وافق للنهاية، واختر الطريق.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور