20 سبتمبر، 2024

اللاوعي

Img 20240816 Wa0076

كتبت نورهان أحمد

 

ما عاد شئٌ يُبكيني، لا الوجَـع، ولا الآلام التي تَغـمُـر صدري تُبكـيني، حتى فُـراقك ما أبكـاني ! 

كُـل شيء اكْـتـمهُ بِـصدري، وأكـاد مِـن الكـتمان أغـرق، ولَـكـنـي غَـرقـت . 

الآن لست أدري كيف تغادر هكذا بلا وداع ؟!

كيف لا أبكي، كيف أصمُت هكذا، كيف يزول ذلك الوجع ؟! 

غادرت ولم تُخـبرني كيف سأحيـا ؟ 

الآن أنـا صامِـت دومًا، والشُحـوب حَجَّـب مَحيـاي، وكُـل الجِـراح تَـهيـجُ مِـن غَـمرةِ الألم ! 

الآن بِـتوقيت فُـراقك، أسـيرُ بـالشـوارع باحِـثة عن ظِـلك، ولا أراك أبـدًا، بَـكيت، ولم يَجدي البُكـاء نَـفـعًا، تألمت والآلام لم تَجعـلَك تَـعـود إلي، اشتقت والاشتياق بَلـغ مني فوق طاقتي، سينتهي اشتياقي لَـك إلى أن أنـتَـهي أنـا ! 

نَـفذ حِـبري مـن كِـتـابـتُك، وجَفت الأقلام مِـن سردها لحنينك، ما عـاد شيء يُكتب !

اكتفيت خِـذلان، واكتفيت الآلام، ما عدتُ أشعر بِـشيء، اجتاحـني الصمتُ واللامبالاة، وصِرتُ كَــمَـن شاهد ولم يرَ ، كَـمـن سمِـع، وكأنـهُ أصمْ، لا أشعـر بـشيء، مـؤلِـم أن تكون بِـحنايا اللاوعي، لـقد سَئِـم الحُـزن مِـني، يخبرني أنه لا يريدني أيضًا مثل الجميع، قد اشفقت الآلام علي، تقول لي : ألا يوجد غيرك مُـفعَـمُ بِـالـجِـراحِ ؟! 

بَـكـيت، نَـعـم، أشـعُـر أن لا أحـد يَـتـآوه مِـن الوَجـع غيـري، لا أحـد يبـقـىٰ، جَـمـيعَـهم خـادعـون، لا أحـد يـدوم .

 

عن المؤلف