كتبت: هاجر حسن
“وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا”
لصلاة الفجر روحانيات لا تجدها في بقية الصلوات، شيء ما يميزها، وكأن نجوم السماء تحوم حولك وقت الصلاة. أو ربما يكون نور الملائكة التي تشهدها من السماء.
نسائم الفجر لها سحر خاص، لا يدركه إلا من عاش لحظات الفجر في كل فصول العام، حيث تنتعش بها الروح في الصيف وتشعرك بالدفء في الشتاء.
يردد المؤذن بصوت خاشع جلي: “الصلاة خير من النوم”، وكأنها لحن بهي يخترق القلب ويتردد صداه في أرجاء السماء، يهيم بأهل الفجر، ويمقتون أي نوم يحول بينهم وبين الصلاة.
السماء مضيئة، حتى وإن غطتها المزن، تجد فيها نورًا خافتًا يتسلل برفق إلى روحك قبل عينيك، فيهبط عليك سكينة تشعرك وكأنك طفل رضيع نائم لا يخشى شيئًا، بروح هادئة مطمئنة.
خشوع يسري في الجسد وأنت تؤدي ركعتك الأولى، قرآنها يحمل معاني تجعلك تستشعر لذة الإيمان، فتملؤك الطمأنينة والسلام، وتعيش أجمل اللحظات قربًا من ربك.
خسر من لم يذق هذا الجمال والإبهار، من لم يشهد الفجر، ولم يذق حلاوة الإيمان. فمن ذاق سحر صلاة الفجر أدمن على الأنس بها، فكما قيل: “من ذاق عرفَ، ومن عرفَ اغترف، ومن اغترف اعترف، ومن اعترف أدمن ما عرف.”
صلاة الفجر تمنحك نورًا في الوجه، وقوة خفية تواجه بها مصاعب اليوم بقلب مطمئن ونفس مستبشرة. صلاة تجعلك في ذمة الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله”، وماذا قد يريد المرء بعد أن يكون في ذمة الله؟
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله