5 ديسمبر، 2024

جرح لا يندمل.

Img 20240811 Wa0146

 

كتبت: عائشة شرف الدين

 

 

 

لا تسألوا الطير الشريد لأي أسبابٍ رحل ، أتراه يهاجر عبثًا من كوكب الأرض حتى كوكب زحل ؟

بل هو هروبٌ من الواقع الملطخ بالوحل، كي لا يثقل الأجنحه فيصابُ بعدها بالفشل ، وما أسوأ أن يفشل مخلوقٌ عن أداء أبسط العمل ،فيصير يائس للحد الذي يفقده كل ذرة أمل ، فنحن نعيش في كونٍ غريب ، يدور ثم يجور ثم يغور بنا في أعمق دياجير الشرور ، حيث لا أمن ولا أمان ، لا ديار ولا أوطان ، بل غربةٌ في كل مكان ، والأسوأ إن إجتمعت بنا غربتان ، غربة الروح وغربة المكان ، حينها نحس بأننا لا شيء يبتلعنا ثقبٌ أسود كبير فنظل عالقين بالمنتصف ، لا نحن هلكنا وإنتهينا ولا نحن نجونا وإنتصرنا !.

نهاجر أملاً في النجاة ،أملاً في الخلاص ، بعدما دارت رحى الحياة علينا تباعًا فهلكتنا ، ثم إشتعلت محرقة الموت التى لم تنطفيء منذ عامٍ ونص ولا زالت حتى الآن تأكل ما تبقى منا ، فلقد قاسينا في هذه الحياة بما يكفي ،وذقنا الأذى أضعافًا مضاعفة ، فلا نحن بالأحياء ولا الأموات ، فلا الحياة تعود لطبعها ونوائب الدهر تأبى الفوات ! وها نحن ذا وقد خارت قوانا والمصائب تأبى الإنتهاء ، بدايةً من رصاصة قادت الى حربٍ لعينة ،ونهايةً بالتشرد واللجوء ثم تفشي الأمراض والجوع ، ألا قاتل الله الحرب ومرتكبيها وكل من كانت له يدٌ فيها .

عن المؤلف