كتبت: هاجر حسن
“إن قرآن الفجر كان مشهودا”
في وقت من أطهر الأوقات على وجه الأرض، “وقت صلاة الفجر”، حين تشهد الملائكة على صلاة خيرًا من النوم. إنه وقت الأنس بالله، حيث يملأ الخشوع والقرب من الله القلوب، ووقت صلاة لا يدركها المنافقون، ويؤديها المؤمنون الصادقون، فيغمر نورها وبركتها الأرض والسماء.
في غزة، حيث الحرب والدمار، ارتكبت مجزرة جديدة، راح ضحيتها أرواح طاهرة كانت تؤدي صلاة الفجر في خشوع تام. صلّوا وسط نار الحرب، غير مبالين بخطر القصف والعدوان، على التراب محتمين بجدران هي كل ما تبقت لهم من أثار القصف. جدران ظنوا أنها قد تحميهم من القتل والخراب ومكر الأعداء.
في لحظة غدر، دون أي رأفة أو اعتبار لقدسية الصلاة، قصفوهم بلا تردد أو شفقة. هكذا هم الصهاينة، قلوبهم ضالة، كأنها وحوش بلا عقل أو ضمير.
لا أستطيع أعزي من قُصفوا، فكيف أعزيهم وهم قبضت أرواحهم وهم يؤدون فريضة من أجمل الفرائض؟ كيف أعزيهم وهم لم يتكاسلوا رغم الصعاب والحصار والدمار عن التجمع كبنيان مرصوص للصلاة؟ لا أعزيهم لأنهم أحياء يُرزقون عند ربهم في السماء.
بل سأعزي من نام عن فريضة الفجر دافئًا في فراشه، متكاسلًا عن الاستيقاظ لأداء الصلاة، سأعزي المسلمين بلا إسلام. سأعزي قلوبًا تحجرت، تراقب الظلم على إخوتها وكأنه مشهد خيالي على شاشة التلفاز.
لن تنتهي الدروس والعبر في غزة، فهم حقًا يعلموننا ويظهرون لنا كيف يكون الإيمان الراسخ في القلب، ويروننا العقيدة الحق.
“ما ضاقت إلا فرجت”، وأعلم أن النصر قريب، بعد كم هذا الصبر وهذا الثبات. وكما يأتي الفجر دومًا، سيضيء النصر حتمًا في سماء غزة، مهما طالت الليالي الصعاب.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور