14 ديسمبر، 2024

حقيقة ذو الوجهين، سم مخفى في العسل.

Img 20240813 Wa0012

 

كتبت: هاجر حسن

 

“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجدون شرَّ الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”

 

أسوأ شعورًا قد يمر بالمرء أن يحتضن قلبًا، لا يملك نحوه غير شعور بالكره ينمو كالشوك الشيطاني، يتغلغل في القلب ويصعب اقتلاعه.

 

أن يضع ثقته في قلب مثقوب، يتسرب منه الأمان، كما يتسرب ضوء الشمع مع الرياح.

 

أن تلمع الأعين لوجه زائف، يتلون ويتبدل كما يتلون جلد الجرادة والثعبان.

 

أن يحب الإنسان شخصًا يبث له السم في العسل، يظهر له بقناع ملائكي، ويخفي وجهًا شيطانيًا لا ينظر له إلا بحقد ومقت لا يراه.

 

كلامه كأنه دواء يشفي الجروح، بينما حقيقة حديث قلبه سمًّا يوقع ويفرق بين النفوس.

 

وماذا سيكون أسوأ من أن يحب المرء قلبًا، لو استطاع قتله لفعل؟

 

تتحدث عنه وكأنه نجمتك في الأرض التي ترشدك، ويتحدث من خلفك عنك بكل سوء وقبح قد يسوء سمعتك.

 

تحارب الدنيا، وتسعى جاهدًا لإسعاده، في المقابل يحارب هو في الجهة الأخرى من الدنيا من أجل تعاستك.

 

عندما تتعرقل حياتك، تتجه إليه بشكواك، تبحث في كلماته المعسولة عن عزاء، دون أن تعلم بأنه خلف تلك الكلمات، طريق من الأشواك وضعه في طريقك لإفساد حياتك.

 

تبكي، وتفرح معه، بينما تخفي عيناه، التي تبدو مليئة بالحنان والطيبة، نظرة ملتهبة بالحقد والغل، إن خرجت ستحرق كل ما حولكم.

 

تنظر له بإعجاب كأنه قلب ملائكي، غير مدرك أن خلف ذلك الوجه البريء يختبئ خلفه قلبًا من حجر قاسٍ بلا شعور ينافقك.

 

يعيش كالشرارة، يطير ليوقع بين ذاك وذاك، لا يحب الخير لأحد. لا يعلم حقيقة ما في قلبه سوى الله.

 

إن وقعت في حب شخص منافق مثل هذا، فداوي جرحك بأن عقابه عسير عند الله، يكفيك عزاء أنه كما قال نبيك صلى الله عليه وسلم: “إنه من شرار الناس يوم القيامة عند الله.”

 

في النهاية، استعذ بالله دائمًا من شر ذي الوجهين، وتحصن بالدعاء أن يكشف الله لك حقيقتهم قبل أن تغرق في بحر خداعهم المظلم، حيث يغرق الحب وتطفو على السطح الألم والأحزان.….

عن المؤلف