الكاتبة: هِبة لعرج
جيلُ “لماذا؟” لا ينام،
جيلٌ كجيلنا يطرح التساؤلات ولا ينتظر الإجابة،
يضَع أفكاره داخِل الرفوف، يدفنها مع الجثث، ويطعمها للأسماك.
لأن كلّا منهم قد اعتاد التخلي على كل الأشياء بما في ذلك عقولهم.
جيل الألفيّة يتمنّون الموتَ وحياتهم لم تبدأ،
لأن أجسَادهم تآكلت، أحلامهم احترقت،
وأصبحت مجرّد رمادٍ متراكمٍ يحسدونه على هدوءٍ لم يمتلكوه يومًا،
فحتّى أكثرهم صمتًا
ضجيج عقله اخترق وعيَه،
بينما يجري حربًا، في لاوَعيه،
تراه بجانبك، لكنه فوقَ القمَر،
يقفز باتجاه الشّمس بلا مبالاة.
وعند الغسق أو منتصفِ الليل..
سترقص الخيباتُ المدسوسَة وتخترق كل الحدود،
حتى بعد خفوتِ خرير النهر،
عندما تغفو الطيور، ويختفِي الجميع داخِل سباتٍ عميق..
سيبقى جيل العتمة مستيقظًا،
لأنهم نحن،
ونحن لا ننام.
بل نتدحرج هنا وهناك،
فوق أفكارٍ قديمة بالِية هشّة،
كانت لأشخاصٍ سبقونا،
لكنها أخفيَت مع الزمن.. حتى يأتِي الليل
ونُطِل عليها من حافّة عقولهم
ننوي القفز والسقوط،
فباطِنهم يغرينا..
ما السّبب؟
ذلك.. لأننا نحن جيل “لماذا؟”.
المزيد من الأخبار
طاقة ايجابية
الطريق الضائع
غزة تنتصر؛ هدنة اليوم 469