20 سبتمبر، 2024

ما أجملَ البَوْحَ لله، بَوْحُ لا يَعْقُبُه نَدَم

Img 20240807 Wa0051

كتبت هالة سلامة محمد 

 

فَزِعتُ إلى الصلاة، كان لابُدّ مِن اللجوء لله وحدهُ لتنكشف تلك الغمّة التي عصرت قلبي عصرًا؛ فلا مناص منها إلَّا بقُدرته، وكان هذا يقيني باللّٰه، وقفتُ بين يدي اللّٰه أطلب العون مِنه بكلّ جوارحي، بكيتُ عندما شرعتُ في الصلاة وأُرتل القرآن الذي كان يجلي ما بداخلي جليًا، وشعرتُ أن القُرآن يغسل صدري مِن أوجاعي، يُطهرني، ويُنقيني.

لا أعلم لماذا لم يأتي في ذاكرتي في هذه اللحظة إلَّا قول اللّٰه تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِيٓ إِلَىٰ اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.

بقلب يعقوب المُتعب، الذي لم يشكو هَمِّه وحزنه إلَّا إلىٰ اللّٰه، الذي فقد الأمل في كُل مَن حوله، إلَّا الأمل في اللّٰه، أدعوه بقين يعقوب، وقلب يعقوب، وأمل يعقوب في تحقيق ما أُريد، وعلى تمام اليقين إنه سيتجيب كما يستجيب لي في كل مرة.

وفي سجودي بكيتُ بنشيج مسموع، بُحت بكل ما بجُـعبتي من أحاديث، وآلام، وهموم أبثُها لله.

“الألم أنهك كياني يا اللّٰه، مزَّق الحُزن قلبي، أشعر وكأن روحي سُحبت على الأشواك فمزّقتها تمزيقًا، أعلم أنك تسمعُني، وستُطيب جميع جراحي، هذا يقيني فيك”.

بعد الإنتهاء مِن الصلاة مرَّ بخاطري صوت وكأنه يهمُس لي: ﴿قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ﴾

أمنُن عليَّ مرةً أُخرىٰ يا اللّٰه، وآتني سؤلي.

عن المؤلف