كتبت: مصرية خالد
كان الليل غط سوادهُ، والنجوم في الفلك تسبح والقمر ظهر ناشراً أنوارهُ في كل مكان، وكنت في غرفتي وكانت الغرفه مليئة بالظلمة،وكنت جالسة على سريري أتذكر كم مرت هذه السنين سريعة، كم أني أتذكر وكأنها ليلة امبارحة؛ عندما كان أبي يدللني ويقوم بشراء الأشياء التي لطالما أحبتتها، عندما كان يستقبلني بابتسامته الدافئة، وأمي تمشط لي شعري وتربت على شعري بحنو بالغ، كم كبرنا؛ وسريعاً، كم أن العمر يفنى من بين أيدينا، كم أتذكر عندما كنت ألهو هنا وهناك، كم أني أتذكر عندما كنت جالسةً أشاهد كرتوني المفضل أمام التلفاز ومرَّ العمر دون أن ندري للأيام ولا السنين، كنا نتمنى أن تمر الأيام ولكنها كانت من عمرنا، أصبحت التجاعيد تملأ وجوهنا و العروق ظهرت في أيدينا، ومر العمر وسريعاً، كلحظة وكأنني غفوتُ على سريري واستيقظت على هذا الوضع الذي انا به، ومرَّ العمر وياليته لم يمر ياليتنا ظلنا صغاراً نلهو ولا نبالي بالايام ولا بالسنين، كبرنا واكتشفنا أن مسؤوليتنا أصبحت عبءً علينا ، وتمنينا ان يمر العمر لكي ننسي؛ ولكنه مر الوقت والعمر ولم ننسى حتى مر العمر سريعاً، وبقي كل هذا ذكريات تتردد إلى الذهن ولا تنتهي.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام