كتبت منى محمد حسن:
في السادسةِ مساءً تُمطر السماء ظلامًا، تلقيتُ إتصالًا من إحدى صديقاتي القدامى لكن لم أُجب؛ أنني بلا مشاعر أو أن مللي من العلاقات جعل مني شخصية باردة.
فالنعد بالذاكرة، قبل سبع سنوات كنت في بداية إكتئابي أبحث عني فلا أجدني، وكأن الدار ليس داري، يراني الجميع بخير وأراني أحتاج طبيب نفسي.
أُهلكت داري، وعائلتي لم تصبح عائلتي، أجدت التمثيل اني بخير، حتى أصبحت أمثل على نفسي .
سوداوية، مكتئبة، من يراني من بعيد يظنني من الورد ولكن كلما اقترب وجد أن بنظره علة.
العلة ليست على نظره، العلة هي أنا، بلا أهداف أو مشاعر بلا اي شئ حتى نفسي!
أين نفسي وكيف أجدها وأنا لا يمكنني الخروج عن دوري في الشخصية السعيدة .
عند قاع اللاشئ، أخذ الأمر منحنى آخر وكأن الظلام الذي أخافه إجتهد حتى أجهدني فجعلت لا أبرح أربع حوائط ووسادة ممتلئة بدموع.
حتى قلمي الذي هو قلبي أصبح لا يجيد تنسيق الأحرف السوداء لكي يخبر مذكراتي أني لست بخير.
سألني رفيق لي أبخيرٍ أنتِ؟ أجبت بخير وأبتسمت ففرح، ههه لكنه لم يسألني إن كان قلبي المحطم قد تلملم شتاته! أو روحي التائهة قد وجدت ضالتها، وجسدي هل وجد للراحة مكان؟ سأل فقط إن كنت بخير فأجبت بخير، إن الظلام نعم مخيف لكنه أفضل من ضوء بلا أهداف.
وطني بلا عدل وأصدقائي تحتضنهم قبور، كم أتمنى أن أكون تراب تلك القبور حتى أحتضن صديقي العزيز كل صباح وحينما يأكلني الصبر وحينما أمِل التمثيل.
ليتني ذهبت قبل صديقي أو ذهبنا معًا؛ فحياتي كانت بالكاد تسير وأما الآن فقد توقفت إلى حين إشعارٍ آخر.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور