الفندق المهجور.

Img 20240801 Wa0397

 

كتبت: سحر الحاج

عام (1987م) في قلب مدينة عريقة بمبانيها وحضاراته المختلفة، في واحدا من أشهر معالم العاصمة السودانية “الخرطوم”، وأكثرها اعتظاظً بالناس وحيوية دائما، على بعد أمتار من القصر الجمهوري، ومجلس الوزراء وترى هنا وهناك العديد من المصارف الكبيرة، يفصله شارع ضيق عن مسجد ” الخرطوم العتيق”، يقبع مبنى ضخم جميل الطراز يتكون من ثمانية طوابق طُليت جدرانه باللون البني الفاتح والأزرق السماوي، له نوافذ مستطيل الشكل من البلور الأزرق، تنحدر أطراف البناء بشكل مائل جميل مُلفت، تطل شُرفاته على الطريق العام، يتميز بتواجد المحلات التجارية تحته من الطابق الأرضي، تميز كل طابق بطلاء جدرانه يختلف عن الآخر، من أرضية وأثاث وشراشف جميلة جدا، حتى البُساط الأرضي كان جذاب يصل إلى نهاية الممر بين الغرف، كان مبنى مميز على أحدث طراز معماري في ذلك الوقت، فندق “اراك” في وسط الحي التجاري، من أكبر الفنادق و المعالم في السودان، كان بمثابة قبلة لآلاف السياح الأجانب، وأفضل مكان يقصدون الأقامة فيه؛ حتى رجال الأعمال يفضلون إقامة اجتماعاتهم وملتقياتهم فيه، كان صاحب الفندق هو الرجل المعروف رجل الأعمال الكبيرة “إبراهيم مالك”، صاحب عدة ممتلكات معروفة في البلاد!

ظل الفندق منذ بنائه وتوافد السياح عليه كما هو، حتى جاء ذلك اليوم تحول وقع في منتصف (1987م) تغير حال الفندق رأسًا على عقب، حادثة قتل داخل الفندق غيرت كل شيء.

 

******

بعد عدة أيام من الحادثة…

لم يشغل الفندق إلا الطابق الأول والثاني في تلك الفترة، لقلة النزلاء وقتها، انبعاث رائحة كريهة من الطوابق العليا، انتشرت الرائحة بشكل كبير في الطابق الثاني الذي يقيم فيه عدة نزلاء، لم يتحمل الجميع تلك الرائحة ولم يعرف مكانها، بدأ موظفو الاستقبال بالبحث في الطابق الثاني، ولم يجدوا شيء، بعدها عرف أن الرائحة تأتي من الأعلى وكانت رائحة جثة متعفنة، كما ظن بعضهم هذا.

قام المسؤولين الأمن في الفندق بتقديم بلاغ فورًا لقسم الخرطوم شمال ببلاغ بانبعاث رائحة كريهة من طوابق الفندق، لم يستطيعوا تحديد مكانها، توافق مع بلاغات سجلاتهم إختفاء رجل أعمال “….” منذ عدة أيام من دخوله فندق اراك، انطلق الفريق الجنائي إلى الفندق، أخبروهم موظفين الإستقبال أن الفندق يستعمل فقط الطابقين الأول والثاني، وأن الطوابق العليا جميعها مهجورة منذ فترة لقلة النزلاء في هذه الأيام، اتجه الفريق الموكل بالبحث نحو الطابق الثاني وكان معتمًا من شدة الظلام، كابلات الأنوار لا تعمل، الأتربة تغطي الأثاث واللوحات المعلقة، بدأت الرائحة تزيد.

عن المؤلف