14 ديسمبر، 2024

جرائم لا يعاقب عليها القانون

Img 20240731 Wa0005

 

كتبت عُلا يوسف اللبان 

 

لم يكن ماءً منهمرًا بل كانت أفكار متعاقبة كتعاقب الليل والنهار؛ لتكشف الستار عن حقائق غائبة عن الأنظار . كُورت شمس الإصلاح، وانكدرت النجوم المضيئة في سماء التربية، و تلاشت رويدًا في انتظار الصباح .

من اليسير تربية كائنات بشرية تقوم بالمهام اليومية، والوظائف الحيوية؛ ترويض الكائنات البشرية على سبل الحياة أمر هين يفعله الجميع لا يتطلب وقتًا ولا جهدًا؛ إنما ينتج عن التقليد الأعمى للآخرين في أقوالهم، وأفعالهم، ولكن تربية إنسان يحمل الصفات الآدمية أمرًا يتطلب الحكمة، والتريث.

من الصعب تربية، وتقويم، وإصلاح النفس البشرية بما تحمله من خير و شر. كم من الجرائم التي ترتكب في حق الأطفال؟!. 

إنها ليست جرائم يُعاقب عليها القانون، بل جرائم تفتك بالنفس البشرية فتصبح كهشيم المحتظر!. 

 

إنها لجريمة شنعاء أن يُربى الأطفال على مفاهيم، وأسس خاطئة؛ تُهشم الأفكار في رؤوسهم، وتُبث الضغينة في أقوالهم، وتنقلب الموازيين رأسًا علي عقب في أذهانهم؛ فيتخبطون تارة يمينًا، وتارة يسارًا، فما هم إلا دُمى مُتحركة في أيادي القاصي والداني.

 

التربية السامية تحبو حبوًا نحو الصلاح، والإصلاح، ولا يكون الصلاح إلا بالإيمان بالله قولًا، و فعلًا، ولا يكون الإصلاح إلا بالعلم النافع.

 غرس بذور الخير لن تفعله العصا السحرية، ولن يتعلمه الأطفال من الألغاز، وأفلام الكرتون، والنودار، وأساطير الشخصيات الوهمية .

لن يقدم لهم مصباح علاء الدين القدوة الصالحة، ولن يكون الشاطر حسن نموذجهم المثالى. إنها لجرائم نحسبها هينة، وهى عند الله عظيمة.

 التساهل في ترك الأطفال فرائس للحواديت الفارغة، ومواقع التواصل الإجتماعي دون حسيب أو رقيب له عواقب مستقبلية وخيمة. 

يُلقى الوالدين بهم في براثن الفساد التي تدس السموم في العسل. لم يكن الرويبضة يومًا دعاة للصلاح أو الإصلاح. 

إنها لجريمة نكراء أن تُترك عقول الأطفال على قارعة الطريق، يدهسها كل طائش أحمق بأفكار مشوشة مُذبذبة، و يركل بعقولهم في مرمى مراده الخبيث، ويزج بهم في مهاترات لا طائل منها، وتُحصر أفكارهم في زاوية مغلقة محجوب عنها الضياء .

إذا لم يتحمل الآباء والأمهات مسئولية رعيتهم، ونشأتهم الدينية التى لا تقل أهمية عن تحقيق مطلباتهم الذاتية فمَن يتحملها؟!. مَن يتحمل الوزر في النهاية؟!. قد يكون بعض الآباء والأمهات من أخطر الجناة في حق أولادهم، وهم لا يشعرون.

 هؤلاء المربين يعيشون في سوداوية لابد أن تلفظ نورًا؛

حتى لا يقع أبنائهم في مستنقع الجهل السرمدي .

طُمست القدوة الصالحة بنجاح، وبقيت عصور الظلام الدامس تُعلن انتصارها على مر الأجيال. 

ساد المجتمع العربي الفحش ليس في الأقوال فحسب بل في الأفعال. وقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.

أصبحت القدوة تتجسد في تقليد السفهاء، و محاكاة الجُهلاء. شرد الأطفال بعيدًا عن الدين، و ساقهم التطور التكنولوجى إلى السطحية المقترنة بالتبلد. لم يغترف المربين غرفة ليشربوا، ويتشربوا سيرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والتحلى بمكارم أخلاقه، والإقتداء بمواقفه وصفاته. قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» [الأحزاب:21].

تاريخنا قبس من نور لعل الساري يهتدي به، و يأبى أن يكون أسيرًا للظلام.

نشأ أسامة بن زيد في كنف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، بالرغم من حداثة سنه إلا أنه كان نجيبًا، فريدًا، صاحب حُجة، مؤمن بالله، ذو عقل راجح، أسد جسور نشأ على تحمل المسئولية، ومجابهة الصعاب. 

يعتبر أصغر قائد في الإسلام فقد شهد له الرسول بالقيادة، والولاية على جيش المسلمين. وقد كلل هذه الثقة بالفوز، والنصر. 

بالرغم من حب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لأسامة بن زيد إلا أنه كان أشد حبًا للّه، وأشد حرصًا على تعظيم شرائع الله، والوقوف عند حدوده.العدل كان قيمة تربوية تتحقق عيانًا دون تحيز أو محاباة. 

عَنْ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ» ؟!، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». أخرجه مسلم والنسائي.

لم يترك الله أمر التربية سُدى بل وضع ركائز، ومنهاج لتسير عليه البشرية و لكنهم عنه سامدون. لقد وهب الله سيدنا لقمان الحكمة التي هي المحرك الرئيسى للتربية، واقترنت الحكمة بشكر الله، «وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ». أخبرنا الله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا لقمان بأساليب غاية في الأهمية في تكوين الشخصية الإسلامية راسخة العقيدة «وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ».

 ثم حث الله النشء على بر الوالدين و مصاحبتها في الدنيا بالمعروف، زرع سيدنا لقمان في ابنه حسن الظن، واليقين بالله. 

أمر سيدنا لقمان ابنه بالصلاة، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر . « يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ». كانت التربية الإسلامية صدفة جميلة بداخلها لآلئ جميلة بهية محفوفة بالعثرات فما كان من سيدنا لقمان أن أرشد ابنه إلى الصبر حتى يؤتى ثماره اليانعة.

 إذا تحققت الخصال الحميدة فلا بد أن يتبعها ترويض النفس على الحلم، واللين، والرفق، والنهى عن التكبر، والإعراض عن الناس “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ “.

 وعظ سيدنا لقما ابنه وذكره أن الضجيج والصراخ لم يكن يومًا من صفات الإنسان بل كان صفة مصاحبة للحيوانات. «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ».لغة العقل تفوق لغة الصياح ، لهذا كانت أنكر الأصوات صوت الحمير . 

رُقى الكلام ينبع من تهذيب اللسان، و خفض الصوت من آداب التربية فى الإسلام .المشى مختالًا في الطرقات هيهات أن يصنع إنسان بل يصنع حيوان يباهى بزئيره، وفقر تعبيره. افتقدنا الإنسان وافتقدنا معه سمات الشخصية الإسلامية إلا مَا رحم ربي. ربما الصفات المحمودة أصابها العطب!.

كان أحد الصالحين يقول: علم ولدك القرآن، والقرآن سيعلمه كل شيء.

 إذا جعل الآباء والأمهات القرآن مرجعية حياتهم، وحياة أطفالهم فلن يضلوا ،ولن يحتاجوا إلى دورات في أساليب التربية الحديثة، ولا محاضرات في تقويم سلوكيات الأطفال. أيستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير؟!.

 القرآن الكريم منهاج حياة ليس في التربية فحسب بل في أمور الدنيا، والآخرة. قال الله عزوجل” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد.”

 

هنا يجدر الإشارة إلى الأم الصالحة التي توفى زوجها عنها وترك لها ابنها محمد ، أدركت الأم أن منبع التربية الصالحة يبدأ من الكُتاب الذي يُعلم القرآن ويُدرس الحديث.

 وجهت أم الإمام محمد البُخاري ابنها إلى الكتاب، فارتبط منذ نعومة أظافره بالقرآن والحديث، وقد ساعد الكتاب على اكتشاف مواهب ومهارات الطفل، والتي أظهرت نبوغاً منقطع النظير في سرعة الحفظ والفهم وحضور الذهن.

كانت مدينة بخاري تسمى مدينة العلم (كلمة بخار أي العلم) وقد سميت بهذا الاسم لكثرة علمائها أمثال البخاري وابن سينا وغيرهم، وهكذا تميزت نشأة الطفل محمد في أسرة صالحة، وكُتاب للقرآن والحديث، وفي مدينة تُقدر العلم والعلماء.

كانت المفاجأة عندما أُصيب الطفل محمد بمرض أفقده بصره وهو لا يزال صغيراً، مع ذلك حرصت الأم على أن يواصل محمد تعليطم القرآن معتمداً على السماع لعجزه عن التدوين والكتابة، وظل الأمر على هذا الحال لفترة من الزمن، ومحمد يحاول ويثابر ويكتسب مهارة جديدة في الحفظ السريع.

وذات يوم رأت الأم رؤيا عجيبة في منامها، رأت كأن خليل الله إبراهيم عليه السلام قد جاءها في المنام وقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره بكثرة بكائك ودعائك له.

فلما أصبحوا كانت المفاجأة أن رد الله لمحمد بصره وعاد معافيً كما كان، وكانت فرحة عارمة، لقد كشف هذا الابتلاء وهذه الرؤيا عن عناية الله بهذا الطفل وعن صلاح تلك الأسرة التي نشأ فيها محمد.

ولما بلغ محمد سن العاشرة أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب وبذلك حقق الإنجاز الأول، كما تمكن محمد من حفظ الكثير من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم حفظاً بالنص وبسند الرواية حفظاً مذهلاً رغم صغر سنه.إن حب محمد للعلم قد تمكن من نفسه مما دفعه لحضور مجالس كبار العلماء والفقهاء والمشايخ في بلدته بخاري. كان محمد يدخل على المجلس صامتاً يستحي أن يلقي السلام عليهم لصغر سنه بينهم.

سأله أحد العلماء يوماً: كم حديثاً كتبت في مجلسنا اليوم؟

فقال محمد: اثنين.

فضحك الجالسين استصغاراً له ولما كتبه.

فقال أحدهم: لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوماً.

سمع محمد هذا الكلام فحفزه وألهب حماسته للمزيد من الجهد، وراح يستزيد من حفظ الأحاديث النبوية.

لما بلغ محمد سن العاشرة من عمره كان حصيلته من حفظ الأحاديث قد وصلت إلى 70 ألف حديث.

لقد أصبح محمد معجزة وسط جيله، وأصبح مثار إعجاب وتعجب العلماء والفقهاء والمحدثين الذين عرفوا أو سمعوا عنه. لقد تفوق محمد علي بعض أساتذته ومنهم أستاذه محمد بن سلام البيكندي، فقد كان هذا العالم يحفظ 5 آلاف حديث بينما تلميذه 70 ألف حديث.

تعجب العالم مما سمع فخرج مسرعاً ليلحق بهذا الصبي (محمد) فاستوقفه وقال له: أنت الذي تقول أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟

قال: نعم وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثاً من حديث أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب الله وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم.

لقد بلغت ثقة محمد بن سلام إلى تلميذه محمد مبلغاً جعله يطلب منه أن يراجع الأحاديث التي كتبها في كتبه: فقال للبخاري: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه حتى لا أرويه.

ففعل البخاري ذلك، فأصبح أستاذه محمد بن سلام لا يروي إلا ما اعتمده البخاري، واعتبر الأحاديث التي لم يرض عنها البخاري أحاديث ضعيفة.

تعجب بعض أصحاب محمد فسألوه: من هذا الفتي؟

فقال: هو الذي ليس مثله أحد.. محمد بن إسماعيل البخاري.

ما سمع البخاري من أستاذه إسحاق أمنيته بجمع كتاب مختصر يضم صحيح سنه النبي صلي الله عليه وسلم، قرر البخاري وعزم أن يقوم هو بهذه المهمة الشاقة.

يقول البخاري: فوقع ذلك في قلبي وعقدت العزم على تحقيق ما تمناه الشيخ.ولقد رأي البخاري رؤية في منامه، لقد رأي النبي صلي الله عليه وسلم وكأنه واقف بين يديه وبيده مروحة يذب بها عنه (أي يبعد الأذى عنه).

سأل البخاري بعض المعبرين فقيل له: أنت تذب عنه الكذب. (أي أنك تبعد عن النبي صلي الله عليه وسلم ما هو مكذوب عليه من الحديث).

وبهذه البشري اكتمل عزم البخاري علي الإنطلاق والشروع في تنفيذ مشروع عمره وهو انتقاء وجمع كتاب مختصر عن صحيح سنة النبي صلي الله عليه وسلم. وهكذا بدأ محمد وعمره 16 عاماً هذا المشروع والذي كلفه الترحال الي البلاد، وإنفاق المال الكثير، والنشاط الدائم على مدار الليل والنهار، حتى استغرق هذا المشروع 16 عاماً حتى اكتمل.

قد يكون الآباء والأمهات هم منبع البر والإحسان والخير ، تُرفع لهم القبعات، وتذلل لهم العقبات بحسن تربيتهم لأولادهم، وقد يكونوا جناة يستحقوا العقاب بتركهم أدوارهم الحقيقية وتوجيهاتهم الضرورية، وانغماسهم في اللهو واللامبالاة بعيدًا عن توفير البيئة الصالحة لأبنائهم ، هي الأخلاق تنبت كالنبات، إذا سُقيت بماء المكرمات، تقوم إذا تعهدها المُربي على ساق الفضيلة مُثمرات، وتنعش من صميم المجد روحًا بأزهار لها مُتضوعات.

عن المؤلف