كتبت: هاجر حسن
يخفق قلبي عند اقتراب نهاية الكتاب الذي اقرؤه، وأخفق أيضًا بشدة حين بدايته. تغمرني فرحة غامرة عند شراء كتاب جديد، كطفلة تطير في السماء بطائرتها الورقية.
لم تكن الكتب لي حروفًا متشابكة وجملًا متتالية؛ بل كانت بحرًا من المعرفة، حروفه مياه لا متناهية وكلماته كاللآلئ اللامعة. أبحر في أعماق الكتاب، أذهب وأجول في كل البلدان؛ من جزر في عمق المحيط، إلى كوريا، ولبنان، وفلسطين.
أتجول بين الحروف والكلمات كأنني فراشة في حديقة خلابة، أذهب إلى أي مكان أو بلد أريد.
الكتاب صديقي اللطيف، كنسائم رياح باردة بعد ليالٍ حارة، وكالغيث بعد الجفاف.
أهتم بكتبي وكأنها مسؤولة مني، أخاف عليها وأعتني بها كأنها أثمن جوهرة عندي، كأنها شيء ملموس يحس ويشعر وينبض مثل قلبي.
حين أبتعد عن العالم في عزلة مع أوراق كتابي، قهوتي، ونجوم ساهرة، وقمرًا منصتًا لما أقرأ وأروي، أشعر حينها أنني فوق سحابة تطوف بي بعيدًا عن ضباب وخنقة العالم، في كوكب منفرد مصنوع لي وحدي.
القراءة كانت كالفيتامين الذي يغذي ويقوي قدرات عقلي، تمدني بنور المعرفة دون بذل مجهود للتنقل من محيط بيتي.
لا أستطيع تخيل كيف كان سيبدو شكل الحياة، دون القراءة والكتب والقلم……
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور