مجلة إيڤرست تجول بنا بين طيات رحلة الكاتبة تسنيم محمد عبد العظيم.

Img 20240719 Wa0017

المحررة: ملك حماده العوضي

 

لقد خلقنا الله وطلب منّا أن نغوص في أعماقنا لاكتشاف مكنون ذواتنا وسبب وجودنا في هذه الحياة، واليوم تجول بنا مجلتنا المتميزة إلى محافظة المينيا حيث نلتقي بكاتبة رائعة حاولت الحياة الإيقاع بها مرارً، ولكنها استطاعت تطوير ذاتها إلا أن أصبحت كاتبى كبيرة ذو شأن، هيا بنا نختلس بعض الدقائق لنتعرف عليها في بضعٍ من الأسطر

 

الاسم: تسنيم محمد عبد العظيم

السن:31

الموهبة: الكتابة

المحافظة: المنيا

 

بم أنكِ كاتبة رائعة كيف اكتشفتِ موهبتك، ومنذ متى وأنت تكتبين؟

 

بدأ الأمر بطفولتي منذ سن ست سنوات أو أقل، فكان والدي يؤلف لنا قصصًا ويجعلني أشاركه بوضع النهاية حتى وصل بي الأمر إلى قص القصص والحواديت على أخوتي الصغار، وكنت موهوبة في ذلك لدرجة أحيانا كنت أضع نهايات أفضل (بالنسبة لأطفال بالطبع) من نهايات الأفلام أو القصص التي كنا نقرأها، ثم بينما كنت أكبر حاولت الكتابة عدة مرات وصقل موهبتي حتى نشرت أول رواية لي.

 

بما أن والدك كان له السبق في وجوده في الوسط أدبي كيف كانت خطواتك الأولى، وهل واجهتِ انقادات وصعوبات في البداية، وكيف تخطيتها؟

 

كان والدي مؤلفًا جبارًا ولكنه لم يستمر بسرد الروايات أو القصص، ولم ينشر له تقريبا أي عمل سوى ما فاز به بجائزة أدبية بالجامعة، واكتفى بعمل مؤلفات دينية وباللغة العربية بحكم منصبه كدكتور أزهري بكلية اللغة العربية، ولأنه كان على هذا القدر من الإحترافية شككت بنفسي كثيرًا، خاصتًا وأنني قد قرأت مؤلفات للعقاد ولم أفهم منها شيئا وأنا بالإعدادية، لطالما ظننت بأن الكتابة شيئًا لا يستطيع أي أحد الشروع فيه وأنه يتطلب قدرًا كبيرًا من العلم، وكان هذا أكبر عائق وصعوبة واجهتني أخرتني بنشر روايتي الأولى أو البدء بالكتابة بشكل احترافي، ولكني تغلبت على الأمر حين وصلت لإجابة مفادها بأنك لا يجب أن تكون العقاد أو طه حسين لتكتب، يكفي فقط أن تبدأ ثم تحاول التحسن تدريجيًا، حين تقبلت أخطائي وعلمت بأنني بالبداية على الأقل سيكون لدي بعض نقاط الضعف ويجب أن أكون متواضعة حتى أتقبلها وأحسن منها.

 

كيف تحول مستواكِ من كاتبة مبتدئه لكاتبة محترفة ولها العديد من الأعمال الأدبية؟

 

رغم أنني والحمد لله أستطيع القول بأني لست بمبتدئة ولكني لا أجرؤ على القول بأنني محترفة بعد، فلا زال أمامي طريق طويل لأخوضه وأتعلم منه وربما فكرة النقص الذي ينتابني ومحاولاتي لإصلاحه هو ما جعل وجود العديد من المؤلفات لي واقع أمامي، كما حقيقة أن رواياتي نالت إعجاب الكثيرين هي ما دفعتني إلى الاستمرار والتحسين من نفسي.

 

علمنا أنكِ أصبحتِ كاتبة قصص صوتية ممتازة، ما الذي قادك نحو هذا المجال وكيف أتت إليكِ الفكرة، ومن الذي ساعدك في ذلك المجال؟

 

لطالما بحثت عن فرص بهذا المجال، وقبلت بكتابة اسكريبتات بها ألغاز وأنواع مختلفة حتى الرياضة على أمل أنني بيوم ما سأكتب قصص صوتية تنشر، ولكن لم يُتاح أمامي أي فرصة حتى قابلت زميلة فويس أوڤر على الفيس بوك كانت تقوم بإجراء مقابلات لإختيار مَن يعمل معها، للمفارقة لم نتفق وقتها على العمل معًا ولكن اتفقنا أن نكون زملاء وأصدقاء وبالفعل برحابة صدر بوقت لاحق رشحتني لزميل لها يبحث عن كاتب قصصي واستطعت بتلك الفترة القصيرة تحقيق دخل مادي صغير ولكنه يعتبر الأقرب لقلبي كوني حققته من كتابة القصص الصوتية، كانت فرصة عظيمة وحاليا بفضلها لدي فرصة أكبر بالكتابة معها، أستطيع القول بأنها دفعتني لفعل المزيد، وهي لديها قناة على اليوتيوب واستطاعت أن تسطر اسمها في عالم القصص الصوتية، الفويس اوڤر بسنت حسام.

 

ماذا تعني الكتابة لكِ، وهل تغيرت وجهتكِ للحياة بعد الكتابة؟

 

الكتابة بالنسبة لي هي تنفيس عن أفكاري وتعبير عنها، فهنالك الآلاف من القصص تدور برأسي منذ أن كنت طفلة، لذا فأنا اعتبرها شريان الحياة، ونعم تغيرت وجهتي للحياة للأفضل بفضل الكتابة، فأصبحت شخص أكثر إشراقًا وأكثر ثقة خاصةً بعد أن تم نشر البعض من أعمالي، اعتبرها بشكل خاص رحلة تعلمت ولا زلت أتعلم منها الكثير.

 

ما هي أعمالكِ التي استطاعت تسطير اسمكِ بتلك القوة بين الآلاف من الكُتاب؟

 

تعتبر ذات الرداء الأحمر روايتي الأولى هي الأكثر طلبًا والأكثر مبيعًا حتى الآن رغم كونها خيال علمي، ورغم أني أزعم بأنني قد تحسنت كثيرا بكتابة الرواية التي تليها، ولكنني للأبد شاكرة لتلك الرواية برغم ما بها من أخطاء، فقد أحبها الجمهور واعترف بها وهذا أهم شيء.

 

في بداية أي شيء جديد يحدث لصاحبه العديد من الإنتقادات وفقدان الشغف بماذا تنصحين من هم في البداية لتفادي ذلك؟

 

الإنتقادات جزء ضروري للتحسن، فلا تجعلها تحبطك ولا تسعى للكمال من البداية ولكن تقبل أنه بالضرورة يوجد لديك أخطاء تكون بحاجة إلى العمل عليها، وإن كنت تحب الكتابة فعلا فعليك أن تجعل بخطتك الإلتحاق بورش مع كتاب تعتبرهم رواد بالمجال لتتعلم منهم، والنصيحة الأفضل التي تلقيتها هو ألا تجعل النشر هو العامل الأساسي لإكمال طريقك في الكتابة، فنحن نكتب لأنها موهبة نحبها ومنّ الله علينا بها، نعم نسعى ونريد أن يكون لأسمائنا معنى بعالم الكتابة ولكن إن لم ينشر لنا شيء لا يجب علينا أن نتجاهل تلك الموهبة.

 

بم أن الكتابة لم تعد مصدر دخل يستطيع الإعتماد عليه ففي وسط ذلك المجتمع كيف يمكننا جعل الناس تهتم بالكتابة والقراءة من جديد؟

 

مع انتشار العديد من الطرق للترفيه والحصول على المعلومات بجانب القراءة والكتابة، لا أظن بأنهما أشياء يمكن زراعتها كتفضيل لدى المجتمع، أظن بأن العلم والترفيه يمكن أن يكونا بأي طريقة ممكنة، سواء فيديو أو صوت، وبالرغم من كوني أريد للقراءة والكتابة أن يتغلغل حبهما بالمجتمع من جديد، إلا أنني سأكون أكثر من راضية إن كان هناك مجتمع كامل يعرف قيمة المعلومة والترفيه بطريقة راقية بعيدًا عن الإسفاف، أظن بأننا إن وصلنا إلى تلك النقطة حاليًا، سيصبح من السهل عودة أجيال للقراءة والكتابة بشكل بديهي.

 

في ظل الإستغلال الذي يمارسه العديد من الأشخاص مدعين انهم من الوسط الأدبي ويساعدون الكُتاب، بماذا تنصح الكُتاب المبتدئين لتفادي ذلك الإحتيال؟

 

لا تدفع، لا تدفع، لا تدفع

لا تدفع مقابل نشر رواية لك، لم نسمع من قبل أن ممثل أو مخرج قد دفع مبالغ طائلة لأن يمثل بذاك الدور أو يخرج هذا الفيلم، كروائي أو مؤلف لا أنصحك بالدفع مقابل نشر أعمالك إلا في حالات استثنائية، كأن يكون مؤلفك مؤلف علمي مثلا تبتغي به ثواب أو تظن بأنه سيحدث ثورة بالعلوم.

ولا تتعلم ورش الكتابة سوى من أشخاص لمعت أسمائهم بعالم الكتابة بالفعل، فكيف لأحد لم يلمع اسمه أن يساعدك بكتابة كتاب أو رواية.

ذلك الشغف النقي تجاه كتاباتك هناك العديد ممن يستغلونه، ويتربحون منه، حاول ببداياتك على الأقل أن تثبت نفسك بدون أن تدفع مبالغ طائلة على حلمك إلا إن كان في التعلم.

 

في رأيك هل الكتابة هبة إلاهية أم أن أي شخص يستطيع اكتسابها بأخد كورسات تدقيق وكتابة؟

 

نعم هي هبة بالطبع، ولكن المجتهد الدائم التعلم أفضل من الموهوب الذي لا يصقل موهبته، لذا فرغم كونها هبة من الله سبحانه وتعالى إلا أنها أيضا شيء قد تستطيع اكتسابه إن عقدت العزم.

 

من الذي تعتبريه قدوة بعالم الكتابة من الأدباء؟

 

قرأت للعديد ولا يوجد أحد بعينه، فأنا أرى أن كل كاتب سواء عربي أو غربي له ذائقة أدبية خاصة يتمتع بها، ولكن الذي أسعى للتعلم منه حاليا هو الكاتب الكبير أحمد عبد المجيد، فأنا أسعى للإشتراك بكل الورش الخاصة به.

 

في النهاية ما رأيك في الحوار، وما مقترحاتك لتطوير المجلة؟

 

سعيدة جدا بحواري مع الكاتبة المتميزة، والأسئلة واضح جدًا منها رغبة المجلة بإظهار المواهب بطريقة جيدة، اقتراحي الوحيد هو محاولة عمل بودكاست للمجلة، ويكون جمهوره هو أصحاب المواهب وعمل برامج يتم استهدافهم فيها بمعلومات لتطوير مستواهم، كما قلت القراءة والكتابة رائعين ولكن هناك طرق أخرى للتواصل بطريقة راقية، بل يمكن استخدام البودكاست بالتوعية بالقراءة والكتابة أكثر.

 

في النهاية لن يضع الله في أنفسنا حُلم ما دمنا غير قادرين على تحقيقه، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها فعلينا الإجتهاد والسعي والنتيجة فهي من الله وحده، فلا خيب الله مساعينا في مناكب الحياة ولا أضاع لنا جهدًا ولا حُلمًا.

عن المؤلف