ورقة فى مهب الريح

Img 20240715 Wa0001

 

بقلم: إنجى أحمد 

في طريقي لسفرٍ طويل، مددت رأسي قليلًا خارج نافذة سيارتي إذ بالهواء يداعب وجهي، فيُغمض عينيّ عنوة، واكتفي بنسماته على وجنتيّ، ظن أني مستسلمه مسلمة له، حتى عصف عصفًا شديدًا برماد رملي حجب عن عيني الرؤية، فواجهته بغلق نافذتي بغضب.

أخذت أراقب ما يفعله بالخارج، إذ بورقة تطير في الهواء، يلهو معها بل يلهو بها، يعصف بها يمينًإ ويسارًإ وكأنها دمية ماريونيت، يعلو بها فتطير ثم يقذفها بعيدًا فترتطم بالأرض زاحفة، ظلت الورقة في مهب الريح يعصف بها كما يشاء حتى استقر أمرها بأحد جانبي الطريق فسكنت.

هكذا نحن البشر تمر بنا حلو الأيام، وقد تأتي إلينا بغصتها ومرارتها التي حتمًا لن تدوم، فكما قال الأسلاف منا إن الحال دوامه من المحال، ولك أن تعى أن الليل الحالك لا بد له من نهار، والشدة أمرها المحتوم بالزوال، وكل بداية لها نهاية، فالإنسان في تلك الحياة كورقة في مهب ريح.

عن المؤلف