الا تكفي نظراتنا؟! 

Img 20240702 Wa0274

للكاتبة/أسماء أبواليزيد

 

 

لغة العيون هي إحدى أعمق وأقوى أشكال التواصل بين البشر. إنها اللغة التي لا تحتاج إلى كلمات لتُفهم، بل تعتمد على النظرات والتعبيرات الصامتة التي تنقل مشاعرنا وأفكارنا بصدق وسلاسة. في العيون، نجد مرآة للروح ونافذة على القلب. 

عندما تتحدث العيون، يُصبح للصمت صوت، وللنظرة معنى. تستطيع نظرات العيون أن تعبر عن الحب والشوق، عن الفرح والحزن، عن القلق والأمل. هي لغة تُفهم من دون تعليم، ويُتقنها الجميع بالفطرة. تلمح في العيون أحلامًا وآمالًا، وترى فيها أسرارًا وخبايا.

 

في لحظات السعادة، تبرق العيون وتلمع كنجوم في السماء، تعكس بريق الفرح والسرور. وفي لحظات الحزن، تدمع العيون وتتلبد كما الغيوم في يوم عاصف، تعبّر عن الألم والوجع. تُخبرنا العيون بقصص لا تنتهي، تحكي عن الماضي وتُلمح للمستقبل، تُشاركنا في الأفراح وتواسي في الأتراح.

 

تُعدّ لغة العيون وسيلة للتواصل الروحي بين الأشخاص، فتصل أرواحهم ببعضها البعض وتخلق جسورًا من الفهم والتعاطف. نظرة واحدة قد تكون أبلغ من ألف كلمة، وقد تُغيّر مسار يوم أو حتى حياة كاملة. 

 

العيون تعبر عن الحقيقة، فهي لا تعرف الخداع ولا الكذب. عندما يتحدث الإنسان، قد تخونه كلماته، لكن عيونه تظل دائمًا صادقة. قد يقول المرء إنه بخير، لكن عيونه قد تفضح قلقه وحزنه. 

 

وفي الحب، تُصبح لغة العيون أكثر سحرًا وجمالًا. نظرات الحب تُلهم، تُلهب، وتُحيي القلوب. قد يبدأ الحب بنظرة، وقد تدوم قصة حب طويلة بعينين تتبادلان النظر في صمت، بينما تحكي العيون أجمل وأصدق قصص العشق.

 

لغة العيون تبقى واحدة من أصدق وأجمل لغات التواصل الإنساني، لغة تجمع بين الصمت والكلمات، بين الحلم والحقيقة، وبين الروح والقلب.

عن المؤلف