كتبت عائشة شرف الدين
حزنٌ يخييم فوق بلادي بصمت ،سُحبٌ سوداء كثيفة تحوم في سماءه ، وأصوات الرصاص تنبعث من كل صوبٍ وفج ، والدانات والبراميل والأربجي لا تكف عن السقوط فوق منازلنا ،فتهدم السقوق وتدمر المنازل ،أما ساكينيها فلا عزاء لهم ،
تمزقت الأسر وتحولت الى أشلاء ،إمتلئت الشوارع بالدماء حتى جرت سيلاً ، نزح المواطنين من مكانٍ لآخر حتى
أتعبهم النزوح ، وكثرت جروحهم ، مشوا المسافات الطوال حفايا وفي عز الهجير ، حيث الحر يلفح أجسادهم من كل مكان ،ناهيك عن الجوع والعطش ، وفي النهاية يموت أغلبهم .
تلك الحرب اللعينة لم تترك شبرًا في بلادي إلا وقد طالته ، وعاث طرفي النزاع في الأرض الفساد ،من نهبٍ وقتك وإنتهاكات بمختلف أنواعها ، بات المواطن السوداني في حالةِ هلعٍ دائمة ، قلبه مذبذب بين الأمن والإستقرار ، يترقب صباح كل يوم ليسمع خبرًا عن تحرير بلاده وإنتهاء الكارثة ،أو على الأقل تحرير أجزاء منها ،ولكن هيهات هيهات فكل يوم يصبح أسوأ من الذي يليه ، وهكذا تزداد مرارة الأيام علقما ، وماذنب المواطن حتى يتعذب ويُذل ويهان ويُنتهك ماله وعرضه بلا رحمة؟ ألا يمكن لطرفي النزاع حل مشاكلهم بعيدًا عن المواطنين الأبرياء ؟ فإذا أرادوا القتال ليذهبوا للجحيم ،لماذا يستبيحون ساحات الوطن مكانًا لفض نزاعاتهم الباطلة ؟
ألا قاتل الله الحرب ومرتكبيها وكل من كان لهم ولو طرفة عينٍ فيها ، اللهم يامنزل الكتاب ،سريع الحساب ، إهزم الجنجويد وزلزلهم ،وأرنا فيهم يومًا أسود كيومِ عادٍ وثمود ، وبرحمتك الواسعة إشمل أهل السودان وأنصرهم وثبت أقدامهم وقلوبهم يا أرحم الراحمين .
المزيد من الأخبار
هوس الأنا
لا أرى
أن يعانقني أحدهم