مُدخن سلبي

Img 20240614 Wa0016

 

كتبت: نور محمود موسى.

 

الجميع مُعرض باستمرار، وربما مرةً، أو اثنين على الأقلِ في اليوم لاستنشاق الدخان الناتج عن زفيرِ المُدخن، أو السيجارة ذاتها، سواء في المواصلات العامة من خلال السائق أو أحد الركاب، وليكُن في الشارع أيضًا، ويزداد فرصة التعرض لدخان التبغ بخاصةٍ إن كنت تمكث مع شخصٍ مُدخن، إذًا أنتَ بشيءٍ، أو بأخر عادة مُعرض أن تكون “مُدخن سلبي”.

 

تُعد السجائر مِن أكثر أنواع التدخين المنتشرة بين الشباب؛ فحينمَا يقدم شخص على إشعال سيجارةً، فإن الدخان الناتج عنها لا يعود أثرهُ عليه فقط، بل ينتشر ليستنشقه لا إراديًا أحد المارة، أو من بالقرب منه؛ فالمُدخن السلبي هو تعرُض أحد الأشخاص لاستنشاق الدخان الناتج عن زفيرِ المُدخن أو دخان السيجارة، ولا يتوقف الأمر على دخان السجائر، بل يتوسع ليشمل الأرجيلة، والغليون، والتبغ الغير مدخن كذلك. 

 

ومهما تفاوتت أنواع التدخين؛ الضرر الواقع واحد سواء كان على المدخن ذاته أو المدخن السلبي، فلا يختلف ضرر الأرجيلة عن السجائر؛ فمكوثكَ لفترة من الزمن تتجرع قدرًا منها لا ينقص الضرر تسخين التبغ في الفحم، مِن ثمة تبريد الدخان عن طريق الماء، لا يُنقص ذلك قدر الضرر أَبدًا. 

 

وإضافةً لذلكَ يتم تزويد التبغ بنكهاتٍ مختلفةً، لتُصبح أكثر جذبًا للشباب، والنساء أيضًا، وحسب ما أقرت بِه منظمة الصحة الدولية عن الأرجلية أنها تحتوي على العديد من المواد المسرطنة، والمسببة للإدمانِ. 

 

 

والتدخين السلبي ينشطر إلى جزئين؛ الأول استنشاق الدخان الناتج عن زفيرِ المدخن، والثاني الناتج عن السيجارة نفسها، ولكن الخطر الناتج عن السيجارة ذاتها أكبر، وذلك لاستمرار بقائه لمدة طويلة حتى نهاية السيجارة، بما يحمله من مواد مسرطنة. 

 

 

وتتزايد أخطار التدخين السلبي، وخاصةً على الشخص الذي يكون على صلةٍ دائمةً بشخصٍ مُدخن، أي يلزمه عادةً أثناء تناول سيجارته؛ فكما هو الحال مع المدخن، استنشاق دخان السجائر لمدة خمس دقائق على الأقل كما أثبتت الدراسات أنه يتسبب في تيبس الشريان الأورطي، ويمكن القول أن التدخين على المدى البعيد يكون نقطة البداية التي تعجل من الإصابة بتمدد الشرياني كذلك. 

 

وزيادة مدة اشتنشاق الدخان يزيد من فرصة التعرض للجلطات الدموية، ومع استمرار التعرض يزيد من الإصابة بأمراض عديدة مثل: “سرطان الرئة، وزيادة الربو عند الأطفال، والموت المُفاجئ للرضع، زيادة فرصة ولادة الجنين ميت، التهابات الجهاز التنفسي”. 

 

 

لا يوجد طريقة ناجحة تمامًا في تقليل، أو قياس نسبة استنشاق الدخان الناتج عن السجائر، أو زفير المُدخن؛ لذا يُفضل عدم المكوث في غرفة مُغلقة بجانب شخص مُدخن، أو إلزام شخص مُدخن أثناء تناول سيجارته، عدم الركوب في سيارة بداخلها شخص مُدخن؛ فلن يغني فتح الشباك عن الأضرار الناتجة عن الدخان، في حال قيام شخص بالتدخين بقربك يجدر بك طلب إطفاء السيجارة، أو التدخين بالخارج”. 

 

 

وفي كل الأحوال سواء كُنت مُدخن، أو مُدخن سلبي لا إرادي، صحتكَ مسؤولة مِنك، فالشخص المُدخن تكون حريته كما يقولون، حينما لا يضر الآخرين، إذًا عليكَ أن تُحارب للخروج مِن مصيدة التدخين.

عن المؤلف