الكاتب عساف آل الشيخ الى مجلة ايفريست رحلتي من المحنة إلى المنحة

Img 20240606 Wa0098

 

المحاور / طه الحسيني

 

كاتب وأديب من الصعيد، يمتاز بأسلوبه الفريد، واسع الإطلاع، متعدد الثقافات، يطل على جمهوره من خلال نافذة مجلتكم ايفرست الأدبية⁦، ليشاركنا بعضا من حياته ومسيره وخطواته، شرفت بالتحاور معه والإطلاع على رؤيته وفي السطور التالية أنقل إليكم حوارنا الشيق مع الكاتب الشاب الأستاذ عساف آل الشيخ

 

في البداية كاتبنا الشاب حدثني عن نفسك ؟

اسمي عساف آل الشيخ ، حاصل على ليسانس الآداب من جامعة المنيا، أديب وشاعر مواليد قرية الريرمون، مدينة ملوي، محافظة المنيا .

 

متى وكيف بدأت رحلتك مع الكتابة ؟

لقد بدأتُ أولاً في كتابة الشعر العامي في سنة “2012” وأنا في الصف الثاني الثانوي العام بعد ذلك خلال السنوات التالية قمت بدراسة علم الحديث والقراءة في كتب الفقه والعقيدة وكتب الشعر والأدب العربي وغير ذلك، ثم تطورتُ بفضل ربي وصرتُ أكتب الشعر بالفصحى ثم دخلت كلية الأداب والتحقت بقسم علم الاجتماع في العام ” 2016″ وقد فتح الله لي باب هذا العلم ، فجمعتُ بين علم الدين وعلم الاجتماع وهذا ساعدني في أن تتميز كتاباتي بتحليل اجتماعي للواقع و تحليل نفسي للشخوص بالإضافة للجانب الأدبي.

 

يقولون دائما أن الإبداع رفيق الألم، ما رأيك في هذه المقولة؟

هذا صحيح، فقد عشت هذه المقولة منذ سنوات عندما مات صديقي الذي نشأتُ معه وما فارقني أبداً في عام “2013” والتي وافقت أخر سنة لي في الثانوية العامة ، فأخذتُ قراراً بتأجيل نصف المواد ، والمواد التي دخلتُ بها كنتُ أتقنها جيداً ، ولكن الله -جل جلاله -أراد غير ذلك فظهرتْ النتيجة وإذا بصدمة جديدة لا تقل عن الصدمة الأولى وقد حدث نقص في كل مادة النصف ! فعزمتُ على عمل التظلمات في كل مادة ولكن الدرجات كانت عشوائية ،والله على ما أقول شهيد . فطلبتُ تصحيح المواد مِن جديد ولكن دون جدوى، فالقانون هو جمع الدرجات وليس إعادة التصحيح !

كانت تلك الصدمات لها تأثير كبير عليّ فيما بعد بفضل ربي فقد كانت هذه ‘ المحنة’ في الأصل’ منحة ‘ولكن لا ندرك هذا إلا بعدما ينضج عقلنا ويعلّمنا ربنا، وكانت هذه الصدمات سبب رئيسي دفعني للإغراق في قراءة كتب الحديث وتفسير القرآن ثم كتب العقيدة والشعر والأدب العربي حيث وجدت موهبتي وقلمي، ولولا ما مررتُ به ، ما وصلتُ إلى هذا المستوى ، وكما قيل مَنْ كانت بدايته مُحرقة كانت نهايته مشرقة ، وأما

 

ما هي الطقوس اللازمة لديك للكتابة ؟

ليس لي وقتا بعينه ، ولكن حسب ما يثير عاطفتي ، ويحرك وجداني ، وإن كان وقت الوجع والحزن هو أكثر وقت أُحب الكتابة فيه وهذا ليس على الإطلاق ، فربما تمر عليّ أوقات أكون فيها أكثر حزنا ولكن لم تكن لدي فكرة حول موضوع ما أو تكون الفكرة موجودة ولكن ليس عندي معلومات شاملة عنه فحينها أتوقف قليلاً حتى تكتمل الفكرة في ذهني بمعلوماتها وبعدها أتحرك في الكتابة ، ولعل الله شاء لكتاباتي أن تظهر لهذا العالم بعد معاناة طويلة ولكن نسأله أن تكون خالصة لوجهه الكريم ما كان نافعا منها وما أخطأت فيه فهو مِن نفسي وأسأله التجاوز عنه بفضله وكرمه فهو الكريم الرحيم .

 

ما هي البيئة المناسبة للعمل بالنسبة لك ؟

أُحب العمل الفردي ، ولذلك لا أتاقلم مع الجماعة بسهولة إلا إن كان العمل في منظومة متكاملة، ولذلك أُحب العمل في مهنة التدريس ؛ لأنني أرجو المساهمة في نشر العلم وتعليم الشباب التعليم الصحيح القائم على إدراك الواقع الذي نحياه حتى نتخلص مِن تلك الانحرافات المنتشرة في هذا الزمان ، وخصوصا بين طلاب الثانوية ؛ بسبب اختلاط الأمور عنده ، ولهذا أُحب تلك المهنة لنقل الخبرات وتبصيرهم بما ينفعهم ، ويجنبهم ما وقع فيه سابقيهم.

 

كيف تجمع مصادرك الكتابية ؟

المصادر متعددة وكثيرة ، وأنا لا اكتفى بالنظر أو البحث أو القراءة في علم دون علم . ففي بداية حياتي تأثرت بعلم الحديث وعكفتُ على دراسته وخصوصا كتب التخريج ، ثم بعد ذلك دخلت قسم علم الاجتماع وحصلت على دبلومة في علم النفس مع حبي للشعر مع القراءة في كتب التاريخ وتراجم العلماء والأدب كل هذا ساعدني في تكوين حصيلة كبيرة عندي ، فلذلك تجد كتاباتي تجمع بين التحليل الاجتماعي والنفسي وبين الجانب الأدبي مع النزعة الدينية التي تظهر في النصوص التي أستشهد بها والذي يميزها أيضا أنني لا أستشهد إلا بحديث صحيح وربما أذكر الضعيف وأنبه عليه فمصادري متنوعة ولذلك أرجو مِن الكاتب عدم الاقتصار على علم معين فالتعمق في كل العلوم التي ستساعده على تكوين مادته الأدبية لتصل لجميع الطوائف وجميع الفئات السنية .

 

مَنْ هم أسوتك في الكتابة ؟

أُحب الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ، لأن أسلوبه جميل جدا ويخاطب الجميع مع نزعته الدينية وقلبه الرحيم ، فتشعر بأنكَ حقا تقرأ لمحب أو عاشق لدينه ووطنه وهذا ما يجعلني أفضله عن الكثير ، فقد حمل الحزن وحده في كتاباته ولعلني أسير على نهجه لصبغة الحزن أيضا التي تظهر في كتاباتي، ولعل العجيب أنه من الصعيد من أسيوط وأنا من المنيا

هو من مدينة منفلوط وأنا من مدينة ملوى فالمسافة قريبا جدا وهذا من حسن الحظ .

وهناك الكثير من الأدباء والشعراء أمثال: الزيات ، والرافعي والمتنبي ،وعنترة ، ومجنون ليلى ، وتميم البرغوثي، ورضوى عاشور ،وخولة حمدى ، وأسماء أخرى .

 

لماذا قررت خوض تجربة النشر لمنتجك الأدبي؟

بصدق كان أمر النشر بعيد كل البعد عن عقلي،وخصوصا هذه الأيام ، نظراً لظروف كثيرة أمر بها ، ولكنها كانت هدية من الله لأشارك القراء إنتاجي الأدبي والفكري .

 

حدثنا عن أعمالك التي تم نشرها من قبل وما تقييمك لكل منها ؟

نشر لي عمل واحد من خلال ايديا ستور وهو كتاب ادبي عنوانه “أنين وأسرار المحبين”

 

ما آخر كتاب قرأته؟

مازلتُ أقرأ في كتاب تاريخ مصر من محمد علي إلى الدولة الحديثة “تأليف محمد صبري “.

مع الرجوع للقراءة في شرح رياض الصالحين “للشيخ محمود المصري ”

 

 

ما هي أفضل الأساليب لديك في الكتابة؟

أعشق الأسلوب القائم على التحليل والتوضيح ، ليصل الكلام إلى عامة الناس .

 

كيف تتأكد من دقة عملك وواقعيته؟

أعلم جيداً ، أنني مهما أجتهدتُ فلن أصل للحقيقة المطلقة ، فكفى أن المجتهد له أجران إن أصاب ، وإن أخطأ فله أجر .

والذي يشعرني بالسعادة ، أنني راض عن الذي أكتبه إلى مدى بعيد حتى وإن كان غير مطابق للواقع فغداً ربما يصل مع التعليم .

 

ماهي نصيحتك للكتاب الشباب؟

نصيحتي هي عدم الاستسلام والخضوع للإوهام ، وأن يبذل قصارى جهده مع الاستعانة بالله ، فالعلم لن يعطيك بعضه حتى تعطيه كلكَ ، وأن الأنبياء لن يورثوا ديناراً ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فعلى قدر ما معكَ مِن العلم يكون ميراثكَ مِن الأنبياء ، فمَنْ منا لا يحب كثرة الميراث .

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم

وعلى أهل الكرام تأتي المكارم !

 

هل تريد ان توجه كلمة اخيرة للقراء؟

أسأل الله لهم العلم النافع ، والقلب الخاشع ، واللسان الذاكر ، والصبر على التعلم .

 

ختاما نشكرك على وقتك ومشاركتنا هذا الحوار الشيق ذو الشجون، آملين أن يكون ممتعا ومفيدا لقرائنا الأعزاء.

عن المؤلف