كتبته :دعاء ناصر
أحضر القهوة وأنسي أن أطفي النار.
أحمم ابنتي وأنسي أن ألبسها الحفاض .
أقلب خزينة الملابس علي سروال مريم وأتذكر بعد ساعات في زيارتي الأخيرة لأمي نسيته هناك .
صديقتي تطمني الأمر مجرد قل نوم
زوجي ينصحني بتناول الفيتامينات
وآخرون سخروا وكأن الأمر أضحوكة
وحدي أنا، حيث لا أحد
أبكي
وأبكي
أتوقف عن البكاء
أن كان الأمر يسير علي هذا النحو
أتمني أن أنسي كل ذكري مؤلمة
أحتلت رأسي
حتي أمست مساحة التخزين لا تعمل.
أتمني أن تتلاشي صورة هذا الطفل الغزي الذي يصرخ وسط النيران الضارمة في كل ما حوله .
أن تتبخر صور الأجساد بلا روؤس في محرقة الخيام.
ثمة فتاة صغيرة ربما لم تكمل عامها الرابع بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة ،تغمض عيناها في عتاب علي عالم قذر ، ما يزيد وجعي أنها تشبه مريم ،لا تقارفني ابدا صورتها.
الذاكرة لعنة، والنسيان نعمة تستحق الشكر في عالم حقير.
المزيد من الأخبار
سفينة النجاة
ألا تشكر الله
الله المعين