كتبت: عائشة شرف الدين
ماعدت (شمس) التي تعرفينها يا أمي ولم يكن أحد يناديني ب(نور الصباح) من بعدك ، لقد كنت منسية تماماً ،
لطالما أراد أبي صبي ، لم يحببني يوماً ولو قليلاً ، ودائماً ماكان يضربني على أتفه الأسباب وأقل الأخطاء ، حتى أنتِ لم يحترمكِ يوماً ، مرات كثيرة كنت أسمع شجاركما عندما تخبريه بأن لاذنب لي إذ خلقت فتاة ،وأن البنات والبنين على حدٍ سَواء ويجب أن يحمد الله على وجودي ، فكان يصرخ في وجهك كما يفعل كلما رآني أمامه ويقول :بأن لافائدة مني أبداً ،ولو كنت صبي لكان الأمر مختلف ويعايرك لأنك لم تنجبي له صبي منذ البداية، تصرفات أبي وكلامه يعودان لزمن الجاهلية حقاً ماهذه العقلية التي يمتلكها ؟ أغمضتُ عيناي وتساقطت الدموع بغزارة على صورة أمي التي كنت أحملها
،فكلما ضاق بي الحال أنظر إليها وأحادثها ،أشتاقها وأتمنى لو أنها
مازالت هنا.
رحمك الله يا أمي ،فلقد كانت ضحكتك تصنع لي خبزاً ،وأفتقدت هذه الضحكة منذ وقت طويل وها أنا ذي أموت جوعاً ، لم يكن يهتم إن أكلت أو شربت ،وإذا ماقلت له بأني جائعة يقول لي تصرفي وأشتري لنفسك طعامًا، فلو كنتي صبياً لاختلف وضعك كثيراً وها أنتِ ذا ،أحياناً أجد بعض بقايا طعامه ألتهمه بسرعة دون أن يشبعني ولكنه كافي لبقائي على قيد الحياة
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه