الخداع والصدق، ما وراء الوجوه

Img 20240531 Wa0125

 

كتبت: هاجر حسن

 

“وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ”

في البداية يكون الإحساس بالثقة مثل النسيم اللطيف في الربيع. نبتهج لصحبتهم كأنهم مثل سحابة أمان نستظل بها.

نثق بهم وكأنهم هدايا من السماء، نصدق أقوالهم، وابتسامتهم اللامعة. نظن أنهم نعم قد منحتها الحياة لنا.

نؤثرهم على أنفسنا ونأمنهم على مفتاح صندوق أسرارنا. ندعو لهم بصلواتنا، نمنحهم لقب أخوة لنا في الحياة.

إذا أخطؤوا، نتغافل، وإذا أساءوا، نعطيهم فوق العذر سبعين مرة. نبكي في شدتنا على أكتافهم، ونصدق مواساتهم الممزوجة بدموع زائفة.

 

لكن هناك لحظات تأتي كالعواصف الرعدية، تهز أركان ثقتنا، تصفعنا الحياة بضربة قوية على وجوهنا حتى نفيق من غفلتنا، وعن ثقتنا العمياء بهم.

 

موقف واحد يأتي كغيث يغسل كل شيء فيظهر مدى قبح نياتهم نحونا وسوء ضمائرهم.

تزال الغشاوة عن أعيننا، فيظهر كذبهم وشدة بغضهم لنا، الذي أخفوه خلف كلامهم المعسول وأحضانهم الخادعة. تظهر حقيقة أنهم كانوا كمثل الحية يتلونون.

 

القلب يكون به أنين كأنين ألم الأسنان، بفعلهم وخداعهم.

فلا سامح الله كل من يخدع القلوب بصداقة زائفة وهو لا يكن له غير الشر والمقت، يخبئه خلف قناع معسول، يكون مثل الزلزال، يهدم جدار الثقة بك، فتظل تشك في كل البشر.

عن المؤلف