6 نوفمبر، 2024

منبه

Img 20240601 Wa0001

كتب: أحمد مدحت

 

نهار جديد، ذفرت في ضيق .. أمازلت في هذا العالم؟، صوت المنبه مزعج  لا كسل حتى أضغط على زر الغفوة، تلك العشرة دقائق السحرية التي تمدني بالصمود و التركيز، أغفو فيهم مبتسما بانتصار كأنني خدعت الزمن و سرقت منه لحظات راحة بدون علمه، و لكنني .. و لكنني سرقت مني تلك اللحظات منذ أمد بعيد.

 

تقلبت على جانبي الأيمن محاولا العودة لذلك الانتصار على الزمن، و لكن .. لكن ما الغاية من الحياة؟، أنولد فقط لنعاني، لنمر بالصعاب و العقبات!، نودع أحلاما و نفراق إناسا و أيامنا لا تخلو من الألم و الأحزان، أعلم إنها دار أبتلاء و لكن أليس لنا ببعض النفحات التي تلهمنا الصبر حتى دار الحق!، نستيقظ لنذهب إلى العمل أو الدراسة وسط الزحام و المشاجرات و النزاعات، ثم نعمل في اشياء مجبورين عليها بأقل من نصف طاقتنا ثم نعود كما ذهبنا، ثم نجاهد أفكارنا حتى نخلد إلى النوم، و نعاود الكرة في اليوم التالي، أهذه هي الغاية من الحياة، أن فكرة ترك السرير حقا سخيفة.

يا الله ألم أغفو خمس دقائق حتى!، تقلبت علي جانبي الأيسر، إن لدي كثير من الأعمال اليوم، أشعر بأنني متأخر، ليس عن العمل ولا عن بداية اليوم، أشعر بأنني متأخرا في الحياة، أقراني منهم من تزوج و منهم من ترقى في عمله و آخرون حالفهم الحظ و سافروا، وأنا! أنا كما أنا، أركض .. أركض ككلب في أنفه رائحة طعام لا يعلم مكانه، أخشى أن يفوتني شئ ما، شئ لا اعلم ماهيته.

 

استلقيت على ظهري في ملل و شعرت ببوادر صداع تتسرب إلى رأسي فأغمضت عيني، و ها هو النوم يتسرب إلى جفوني، و لكن لحق به صوت المنبه ليفر النوم منه و من جفوني فأتسيقظت، لا مني حظيت بلحظات من النوم ولا مني بدءت اليوم باكراً.

عن المؤلف