أطفال غزة بين الماضي والحاضر

Img 20240530 Wa0117

 

كتبت: هاجر حسن 

 

في العصور القديمة كان الكبار يموتون، فيسألُ الصغار عنهم ويُخبرونهم بأنهم قد ذهبوا وسبقوهم إلى الجنة.

كانت الطفولة تعتبر حاجزًا لا يجرؤ أحدٌ على اقترابه.

 

الأطفال كانوا يعيشون في أمان وبهجة مستمرة، وكأن الكون بأكمله سخر من أجل حمايتهم وإسعادهم. كانت الأرض حديقةً آمنةً يعيشون ويسعدون ويكبرون بها.

في العصر القديم كان العالم يثور ويغضب مثل بركان ثائر، إن أحد ضرب طفل أو نزع حقوقه حتى ولوكانت صغيرة.

 

لكن الزمن الآن تغير واليوم نشهد مأساة الأطفال في في غزة، الصغار يعيشون أقسى مأساةٍ، يموتون كأنهم كطيور يتسلى عليها الأعداء مثل صيادٍ متوحشٍ وفاسد.

يرتعش الأطفال خوفًا، تسرق طفولتهم، أحلامهم، وتختفي ضحكاتهم.

دماؤهم تروى الأرض، تشوه القنابل ملامحهم، تُزهق أرواحهم، وتحرق أجسادهم الصغيرة، يفقدون أجمل أيام عمرهم.

يفقدون ديارهم، آبائهم، وطنهم، والعالم يشاهد كل ذلك في صمت.

 

أيها العالم الأصم، ما أشد قسوتك! هل نسيت حقوق الطفل؟ هل نسيت أن الأطفال هم أمل المستقبل؟ أخبرني، أي ذنبٍ قد ارتكبوه، حتى تسلب منهم ربيع أعمارهم؟

أيها العالم الأصم، ألم يحن الوقت لتطهر نفسك من دماء الأطفال التي تلطخ يديك؟

 

ارجعوا الطفولة لأهل غزة، ويا ليتكم تستطيعون أن تُعيدوا أرواح الأطفال الذين ذهبوا إلى السماء دون أن يذوقوا طعم الطفولة.

قد لا تكون آلة الزمن أمرًا حقيقيًا، لكننا قادرون على تغير المستقبل للأجيال القادمة. قد لا نستطيع الرجوع بالزمن والعودة إلى الماضي، لكننا نستطيع أن نُوقف هدر دم الأطفال ونحمي أرواحهم.

 

فلنعمل معًا من أجل سلامة الأطفال، ونجعل الأرض ملاذ أمن لهم في كل مكانٍ بالعالم…..

عن المؤلف