17 سبتمبر، 2024

اللغه

Img 20240527 Wa0056

 

مروة عمر

إذا أردت أن تعرف مدى روقى ومرونة اللغة، فانظر إلى أمثالها، فاللغة هى المعبرة عن ثقافة شعبها،وعن مدى روعتهم فى البيان.

والأمثال العربية ليست مجرد حكاية تحكى وترويها الاجداد، وإنما هى مليئة بالحكم والفلسفات والقصص التاريخة التى تصاغ فى كلامات موجزة فى لفظها. والعجيب فى الأمثال أنها صالحة لكل زمان.

ولكل مثل مرود (المرة الأولى التى قيل فيها)

ومضرب (الحالة المشابة لقصة المثل)

 

يقولون: جزاءه جزاء سنمار،فمن هو سنمار؟ وما كان جزاءه؟

ومن الذين يقولون؟

ورد فى الأمثال العربية هذا المثال، والذى يقال:لمن يقابل الإحسان بالإساءة.

ففى قدبم الزمان كان ملك الحيرة ويدعى (النعمان بن المنذر) ، وكان هذا الملك من اشد الناس فخرا،وكان لدبه من الجنود والسلاح مالم يكن لغيره من الملوك. فأراد أن يبنى قصرا يمتد لأمد البعيد، فأُرشد إلى مهندس من الروم يقال: له سنمار،لكى ينبى له قصر(الخورنق) وكان هذا المهندس أمهر مهندسين عصره ومشهور بروعة أبنيته ، فاتفق معه النعمان على بناء قصر له، وكان النعمان مشهور بكثرة العطايا والهبات للعماله.

وبدأ سنمار العمل ببراعة ومهارة وانتهى من بناء القصر، الذى استغرقت مدة بنائه عشرين عاماً كما تزعم الروايات فبنى قصرعلى مكان مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين، وبعد أن أتقن صنعه.

وبعد الإنتهاء منه دهش الناس روعة تصميمه وألوانه الزاهية ،وزهل النعمان من روعة بناوءه ولم يرد ان يكون لأحد مثل هذا القصر ، وعندما كانت بتفقد قصره ومعه حنوده وحاشيته مع سنمار، سأله وهما على أعلى القصر، هل يوجد قصر مثله، او هناك أحد غيرك قادر على بناء مثله، فأجابه لا، ففكر سريعاً، وهداه تفكيره إلى التخلص منه؛ حتى لايكون لأحد مثله مثل هذا القصر، وأمر أحد حراسه أن يقذفه من اعلى القصر ، فقذفه الحارس فسقط قتيلا فى الحال.

هكذا كان جزاء سنمار من النعمان بن المنذر.

 

 

عن المؤلف