كتبت منى محمد حسن:
عند منتصف كتابٍ توجد وردةً ذابلة، كلما آلمنيّ الشوق بحثتُ عنها وأخذتُ نفسي في بحرِ الذكريات، صوته، أغنيات محمود عبد العزيز، على الموج كل منا يمسك يد الآخر ونبتسم.
أضع رأسي على متنِه؛ أحدثه عن كتابي الجديد، ونصوصي التي لم ترى النور بعد، فيشعرني بأنني ملكة على عرش الكتابة فأبتسم.
يجيد حِبكة الشخصية المثقفة مع أنه لم يقرأ يومًا!
يصغي لثرثرتي وكأن حديثي مهم لكني أظنه لا يسمع!
كل ما سبق ذكره ليس من النص عزيزي القارئ.
أما قبل:
وجِدَ الحب كي يصبو القلب متألم، فيأخذ ذكريات خافقيه!
أما بعد:
ما هذا الهراء؟
العقل هو سيد المواقف، لا وجود للحب في زمنٍ كثُر فيه الممثلين، صائغي مسرحيات المحبة، انتهى عهد الحب حين موت سيدنا علي_ رضي الله عنه_ والسيدة زينب_ رضي الله عنها_ هما صانعيّ أعظم قصة على مر التاريخ.
ثم ولد من جديد، في محيط خيال الشاعر محمد الحسن سالم حميد عندما كتب قصيدته ( ست الدار) ذاك الابداع الذي لم يخلق بعده.
بساطة القصة والمفردات، حُب الوطن والزوجة والرفيقة، نبذ العسكر والاحزاب، أن تضع البلاد أولًا ثم نفسك…
” ما تهتم يا الزين بالحاصل
واصل سعيك واصل، واصل”
معنى أن تكون رفيقة دربك مثقفة حتى لو أنها لم تنال قسطًا كافيًا من الدراسة.
مهلًا سيدي القاريء هلا نعود لما سبق النص؟
إن ذبول الوردة سببه عدم السُقيا، كذلك الأنثى إن لم تجدْ الإهتمام، القدر الكافي من المحبة حتى لو قُدِّم لها أقل مما تُعطي؛ فهي بالطبيعة أُم، زوجة، حبيبة، وصاحبة درب.
حسنًا حسنًا فالنعد إلى النص:
لماذا وجد الحُب؟!
لا أريد أن أدخل في دوامته؛ فذكرياتي معه تُنتج خيال مريض، وشخص سقيم؛ فالأصح أن أترك دربه كما فعلت.
لكن لا شخص يعيش وحده!
الأصدقاء هُنا؛ ليس كل محبةٍ لحبيب.
هل نتخذ الورة مرة أخرى أم تعب عقلك التفكير يا هذا؟
أظنك ممن يمجدّون العلاقات السامة، الخيالات، الوعود الكاذبة، والخذلان.
بربك، أيؤتمن من باع مرة؟!
أم أنك رميت بعقلك وبِتَ تنادي التفكير بقلبك المسكين؟!
أشفق عليك، يا من أتخذ من الحب خليلًا، إما أنك ستموت وحيدًا، أو مجنونًا…
سأختم هذا النص؛ قد عاد الصداع مرة أخرى يرقص على عقلي:
إنما الأنثى زهرة، كلما أسقيتها تتفتح لتعطي رحيقٍ نادٍ، وإذ أهملت سُقيتها تذبل، ولا رائحة للورود الذابلة.
#خارج_النص:
ويل للعقل عندما تبدأ منابع الذكريات بزج تياراتها.
المزيد من الأخبار
كفى بالموت واعظًا
من أجلي
لا تُنفق مالًا في معصية