5 ديسمبر، 2024

مذبحة رفح

Img 20240527 Wa0188

كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف 

 

لقد تحدثت كُتب التاريخ عن العديد من المذابح، التي حدثت على مر العصور؛ ولكن حدثْ اليوم لم يُذكر بكُتب التاريخ، ولكن سوف يُذكر على لسان كل عربي، وليس فقط ااعرب بل الغرب أيضًا ألسناتهم سوف تتحدث، عن المذابح التي تحدث الأن؛ ولن تتوقف حتى نحن العرب نصبح يد واحدة بالأفعال، وليس بقول الشعارات لقد حدث الكثير والكثير بفلسطين، وزاد توسع الإسرائيلين وتوغلهم بهذه البلد؛ حتى وصل توغلهم لمنطقة خاصة التي تسمى مناطق الأمن والأمان وهي رفح، التي إنتقل إليها معظم أهل فلسطين ليحتموا فيها من ضرب الأعداء، وقاموا ببناء الكثير من المُخيمات؛ حتى يستطيعوا العيش بأمان ولو للحظات، والحفاظ على عائلتهم الذين يتناقصون يومًا بعد يوم، ويزداد أحزانهم وألمهم بلا توقف أو حتى الشعور بوجودهم على قيد الحياة.

أن الأمان الذي كان موجود ببعض المناطق بفلسطين قد ذهب سُدى اليوم، وأصبح ماضي مات مع الذين استشهدوا يوم؛ بسبب قذف الأعداء على الأهالي والأطفال، جميع الدول يشاهدون الصور وفيديوهات القذف، ثم نشعر بالحزن والأسف عليهم، وثم نبدأ تغيير محتوى ونرى محتوايات أخرى، وننسى المناظر المرعبة التي نشاهدها يوميًا بالتلفاز؛ ولكن مَن يُعاني حقًّا ومَن يعيشوا حياة بدون شعور بهذه الحياة؛ هم أهل فلسطين الذين يقلون يومًا بعد يوم، ويزداد عدد الشهداء يومًا بعد يوم ومع زيادة أعداد الضحايا أكثر وأكثر، والمؤسف اليوم الذي حدث وهو مايُسمى بالمذبحة وليست لها مُسمى آخر، اليوم تم قذف منطقة رفح وتدمير جميع مُخيمات النازحين، واستشهاد العديد من أهل فلسطين، والذي يجعل الألم يزداد منظر الأطفال الذين يتم إخراجهم من تحت الأنقاض، والمُخيمات المُدمرة بلا رحمة أو شفقة ومن أين تأتي الشفقة بمجتمع وضيع، ولا أجد وصف أكثر دقة يفعلون كل شيء بلا حدود، ويقتلون بلا توقف للحظة؛ والذي يزيد من غضب العرب أكثر، أن إسرائيل اعترفت بفعلهم الشنيع هذا، وأنهم قاموا بقصف مخيم رفح، ولم يكتفوا بهذا فقط بل إسرائيل تخطط الآن لنقل النازحين من رفح، لمنطقة أخرى.

أريد أطرح سؤالًا إلى أي مدى سوف نصل؟

هذه الإبادة مستمرة منذ سنوات عديدة، ولكن من بداية عام ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ إزداد أفعالهم الشنيعة؛ لدرجة قصف منطقة رفح التي كانت منطقة أمن سابقًا، وللأسف تم الإستهانة بقرارات الدولية وانتهاك لكل القرارات، ولإتفاقية جنيف التي عُقدت منذ سنوات؛ ولكن اليوم تم نسيانها وتم إطلاق النار عند معبر رفح، وتم قتل جندي مصري أثناء الدفاع عن أرضهِ، والحدود التي عليه حمايتها وحماية أهلها والأسوأ أن حتى الأطفال لم ينجو؛ وبسبب جرائمهم الشنيعة صار يتم حرق الأطفال أحياء، ما هذا العذاب الذين يعيشون فيه أهل فلسطين؟

كيف نحن العرب نظل صامتين ولم نُدافع أرضنا وأهلنا؟

كيف نستطيع النوم وهم لم يعرفوا شعور الراحة حتى؟

أي عرب نحن نتحدث عن فلسطين ونُدعي لهم كثيرًا، ونقم بنشر الكثير من الشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ثم نعيش حياتنا كما نحن نعيش؛ أعلم سوف تقولوا ماذا بأيدينا أن نفعل؟

الحقيقة أن العرب بأيديهم الكثير للدفاع عن أهل فلسطين، والدفاع يكون بالأفعال وليس بقول الشعارات الوهمية فقط، ومن أبسط الأمور التي يمكن أن نفعلها أن نُقاطع كل المُنتجات التي ليست مصرية، للأسف نحن بأيدينا ندفع ثمن الذخائر التي يتم قتل أهل فلسطين بها بالمنتجات الشراب، والطعام التي نقم بشرائها لرفاهيتنا، وننسى أن بمالنا يتم قتل مائة من عائلات الفلسطينية وللأسف هذه هي الحقيقة ولا يمكن نُكرانها، ولا تقول لنفسك أن المال الخاص بي لن يؤثر في شيء، والحقيقة أنه يؤثر؛ لأن للأسف جميعنا نتحدث بذلك بداخلنا؛ لتبرير لأنفسنا حتى لا نشعر بتأنيب الضمير أثناء شراء منتجات رفاهيتنا، ورفاهيتنا ثمنها هي تلك الذخائر، التي تُقذف بها أهل فلسطين؛ لذلك عليك فعل شيء ولا تقف متكتف اليدين، وتردد الشعارات فقط لإرضاء ضميرك عن مجهوداتك الجليلة، التي من المُفترض أن تفعلها لدعم دولة فلسطين العربية، وأرضنا المُحتلة وأهلينا الشهداء والذين ينتظرون الإستشهاد بأي لحظة من حياتهم.

عن المؤلف