للكاتب: محمد محمود
الإبتعاد عن فعل الحرام هو أصل دين الإسلام، والخوف من فعل الكبائر من الذنوب هو من تمام الدين، ومن تمام نجاحنا وفلاحنا على هذه الأرض؛ فلا بد من التفكير أكثر من مرة قبل فعل أي شيء يغضب الله، لا بد بأن نكون على يقين بأن الله يرانا ويسمعنا في كل ما نقوله ونفعله؛ فقد قال الله – تعالى عن نفسه في القرآن الكريم: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنة ولا نوم” الله – تعالى يبين لنا أنه لا يغفل ولا ينام ولو لثانية واحدة؛ لأنه الذي خلق كل ذلك الكون؛ فلا بد من أن يكون هناك مراقبة شديدة من رب العالمين؛ لذلك تجد من أسماء الله الحسنى هو: السميع البصير، ماذا لو ذهبت إلى مكان عام لفعل أمر ما لا تريد أن يراك أحد وأنت تفعله، ثم وجدت كاميرات مراقبة حولك تراقبك من كل مكان، هل ستفعله؟ لا لن تفعله أبدًا؛ لأنك تعلم أشد العلم بأنها ستكون فضيحة في حقك؛ فما بالك بأن رب ذلك الكون يراقبك منذ ولدتك أمك إلى حين ميعاد موتك؟ ألا تستحي من الله الذي خلقك من عدم؟ ألا تستحي من الله وهو يراك عاصيًا له؟ أتخشى الناس ولا تخشى رب الناس؟ أين عقلك حينئذ؟ أين عقلك حينما تفعل الحرام ولا تفكِّر حتى في الإستغفار؟ أين الشيطان الذي يوسوس لك حتى تفعل الذنب؟ ثم يقول لك بعدها إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، الشيطان الذي ليس هو بسلطان عليك؛ ولكنه يدعوك، فبيدك الرفض، وبيدك الإستجابة، فلما تستجب له؟ لما تستجب للذي يدعوك إلى فعل المحارم ولا يدعوك إلى فعل الخير والحلال؟ فلا بد من مراقبة أنفسنا وكل من له حق علينا، في أن نبتعد عن فعل الحرام، ونبتعد عن قوله أيضًا بقدر الإمكان، ليس ذلك فقط، بل نتقي الله في كل أمورنا، في قولنا وعملنا وملبسنا وطعامنا وشرابنا ومهنتنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا ملخصًا لنا حتى لا نقع في الحرام أو نبتعد عنه: “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة” يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم هنا أن من يحفظ لسانه من قول أو أكل أو شرب الحرام، ويحفظ فرْجه من الزنى وفعل أي ذنب يضمن له الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم بأن الفم والفرْج هما أكثر ما يدخلا الناس النار؛ لذلك سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: “الفم والفرْج” لذا احفظهما، وكن أنت الغالب عليهما، بعقلك تستطيع التحكم بهما لا بشهوتك؛ من أجل ذلك تجنب فعل كل ما لا يرضي الله، تجنب فعل الذنوب والمعاصي، وإن وقعت فيهم سهوًا أو ذلة نفس فر إلى ربك وتب إليه واستغفره، واعلم أن الله لا يمل من التوبة حتى نمل من الإستغفار؛ فقد قال الله – تعالى في القرآن الكريم: ” والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا” فلا تحرم نفسك من توبة الله عليك، ورضاه عليك.
المزيد من الأخبار
هذه لستُ أنا
هل يخشى فقدانك ام لا يقدر قيمتك ؟
من نحن