من اخذ الميدل ميست

Img 20240523 Wa0018

 

كتبت٠: منى محمد حسن

في حديقة تمتليء بكل أنواع الورود والزهور، أتت هدية جديدة من أحد رواد الحديقة(الميدل ميست)، تعتبر من أندر أنواع الزهور وأغلاها ثمنًا، فُقدت فجأة ذات صباح…

أخذ صاحب الحديقة يسأل، بدأ بالحارس الذي كان يداوم ليومه الثالث في إسبوعه الأول اصدر الحارس عدة كلمات لا معنى لها يخبر فيها تارة أنه كان نائمًا وتارة أخرى أنه لا يعلم ما لون الزهرة في الأصل ما جعله المتهم الأول.

ثم تلاه المزارع الذي يسقي الزهور صباحًا، لم يتردد وأخبر أنه رأى الزهرة حين سُقية الزهر ولم يكُ أحدًا في الحديقة سوى تلك المراهقة التي تأتي كل يوم تقطف بعض الورود لجدتها المتوفاة منذ عامين، ما جعل الاتهام يسقط عنه.

لم يرى صاحب الحديقة المراهقة لمدة إسبوع فبدأ يسأل الحارس إذا أتت أم لا مر إسبوعان ثم الثالث، لم تأتِ أخذ الشك يعبر نحو صاحب الحديقة حول المراهقة وعلاقتها بزهرته الباهظة الثمن؛ ثم قرر الذهاب لمنزلها بحجة الزيارة.

وجد المنزل بعد عناء فهو لا يعلم ما هو إسمها ولا حتى في أي حي تقطن، لكنه يحمل صورة لها بحوزة إحدى الزهرات في حديقته، طرق الباب ثلاثًا ثم أتت والدتها والحزن يملأ عيناها كأنما بها عِلة سألها عن حالها وحال ابنتها حتى انفجرت باكية؛ فعلم بوفاتها هي الأخرى بنفس مرض جدتها.

رجع إلى حديقته وهو حزين على نفسه وعلى تلك المراهقة التي اتهمها وهي بين يدي الله، ثم جمع الحارس والمزارع وأخبرهما عن موتها بكى المزارع بكاء الوالد كأنه يعلم هوية الفتاة، ثم صرخ قائلًا: أخذتها كي أعالج زوجتي من نفس المرض وبعتها لرجل لا أعلم من هو لكنه أعطاني مال علاج زوجتي كاملًا وقبل يومين وجدت الزهرة على باب منزلي فخِفت ارجاعها وأن تراني، لم تظلم أنت الفتاة الصغيرة أنا من ظلمها.

ثم تحدث الحارس :رأيته عندما خرج بها وأنا أعلم مرض زوجته فعلمت أن نفسه ضعفتْ وأراد علاجها وعندما سألتني ترددت لأني لا أريد الكذب ولا أريد أن يقطع رزقه فذهبت للرجل وأخبرته بالقصة وهو من أرجع الزهرة لكي يعيدها إلى هنا وتنتهي القصة أظنني مخطيء ولكني لا أعلم شيئًا عن الفتاة.

عادت الزهرة إلى مكانها وزوجة المزارع تعافت من مرضها، وظلت والدة الفتاة ترثي ابنتها التي لم تعد.

عن المؤلف