11 ديسمبر، 2024

نساء مشوهة وأجساد تتغذى على الدماء”

Img 20240522 Wa0032

مي الشوربجي

قبيلة المورسي الإفريقية أشرس القبائل الأثيوبية.

تعيش قبيلة “مورسي” جنوب غرب أثيوبيا تحديدًا في منطقة ديبوب حول نهر أومو على مقربة من جنوب السودان ويبلغ تعداد أفراد القبيلة نحو عشرة آلاف نسمة حسب آخر الاحصائيات، تنتمي قبيلة مورسي في الأصل إلى شعب سورما إلا أنهم اختلفوا عنهم واستوحشوا في العادات.

 

تعتمد القبيلة على الزراعة ورعي الماشية فالحيوانات هي رأس مالهم، والتجارة عندهم بلا أموال فهم لا يعرفون النقود لكنهم يتبادلوا السلع عن طريق المقايضة.

 

عُرف عن القبيلة العديد من العادات الغريبة والمريبة والتي قد تصل لدرجة الشراسة وهو ما يأخذونه داعي للفخر والتباهي،

 

فتيات ونساء قبيلة المورسي ذات شفاه مثقوبة مشوهة وهو ما يتخذونه طقس تراثي ترعرع عليه الأجيال، حين تبلغ الفتاة السن المطلوب يقوم الأهل بعمل ثقب في شفاهها السفلى ومن ثم يتم تركيب تارة خشبية يتم توسيعها مع زيادة حجم الثقب، وحسب ما ذكر أهل القبيلة أن الثقب قد يصل يصل قطره إلى خمسة عشر سنتيمتر يتم إزالة الأسنان العليا حتى لا ترتطم بالتارة الخشبية، وعند السؤال عن السبب قيل أن الفتيات تثقب شفاههن حتى يضمن الزواج ويعالجون الآلام وجرح الثقب بالبن والخشب حتى يتم الالتئام، وأشار البعض الآخر إلى أنهم كانوا يشوهن أنفسهن حتى يتهربوا من تجار العبيد وهذا ما توارثته الأجيال وإن كان السبب ليس منطقيًا وقد يكون غامض.

 

دماء البقر تعد من أقيم العناصر الغذائية لشعب المورسي فهم يشربونه وفي أحيان أخرى يخلطونه باللبن ويشربونه بشكل يومي ودائم لاعتقادهم بأنه يحميهم من الأرواح الشريرة ويمنحهم القوة في الحروب ناهيك عن “عصا دونجا” والتي تعد رمزًا لشجاعة حاملها.

 

بعد كل ما تم ذكره عزيزي القاريء قد يتبادر إلى ذهنك بأن شعب المورسي هو شعب بدائي وحشي وهذا ما لن نستطع نفيه أو إنكاره لكن وحشيتهم هذه لم تمنعهم من التزين والتجمل،

فذكور القبيلة تزين أجسادها بالطين الأبيض ويشكلون على مناطق معينة من أجسادهم بالجروح القطعية وهذا دلالة على الذكورة والاستفحال، أما النساء تستخدمن النباتات الجافة والأغصان والحشرات الميتة وذيول الحيوانات وجلودها وهذا في سبيل التفرد والتميز،

 

رائحة شعب المورسي دائما قبيحة للغاية وهذا بسبب فركهم أجسادهم بمواد طبيعية ممزوجة برائحة وشحوم جلود الحيوانات وهذه المواد حسب اعتقادهم تحميهم من الطفيليات والحشرات.

 

وعند ذكر الحب كان للزوجة الأولى طقوس تمارسها لزوجها حتى تظهر حبها ورحمتها له ولهذا السبب يطلق على نساء قبيلة المورسي (كهنة الموت)

حيث أن الزوجة تدس لزوجها السُم ولكن بكميات وطريقة تحافظ على حياته وهذا ما يعد علامة الحب بين الزوج وزوجته.

 

تم توثيق منطقة شعب المورسي كمحمية تراثية وإنسانية إلا أن القبيلة أصرت على رفض المدنية ورفضت هجرة الأدغال مما أدى إلى تراجع عدد السكان بسبب سوء الأحوال الصحية حسب ما ذكرت منظمة اليونسكو.

 

عن المؤلف