14 ديسمبر، 2024

شوارع ارهقت غردون

Img 20240521 Wa0055

كتبت: منى محمد حسن

” كركون النظام واسع

تصون تنداس تطنطن

تعتقل جدًا؛ وتصبح عبرة لغيرك

تخاف؛ كي يستطب الأمن”

 

إن للأوطان شرائع تهدم روحها، وتأخذ أبنائها نحو واقع مرير، حياة رمادية، ومستقبل مجهول.

كدت أنسى ذكريات ديسمبر، ذاك الشهر الذي أراد فيه الشعب أن يصحو مليًا فأخمد الجبار نيرانه الحاتمية.

كيف لأرض مليون ميل مسروقة أن تستفيق من سُبات طال شتاؤه؟!

وعباءات الدين يملأها الخَتل، وشقاء العامة بات عمل الساسة؟

” إذًا سَلِّم جهاز الأمن والموساد

جهاز الأمن والموساد في موقف جاكسون الخرطوم.

يبيع موية، و يسوق دورية.

وإن هفّت؟

يخش الجيش بدون واسطة”

 

أكرم الله الإنسان بالعقل كسلاح، حتى صنع الإنسان بعقله سلاح المادة؛ فقتل إخوانه في الجنس، وشرّع سياساتٍ ليستبيح دماء من قتل، وجاب طرقات المُدن كي يسمع نواح والدات شهدن على استشهاد فلذات أكبادهن حتى صارت المنازل كهوف لا نور لها فأضآءت الظلام بجباه الشهداء الأكارم.

حركة عسكرية تغزو عاصمة دولة وجيش يصمت، تُؤذن القيادة العامة بفضٍ لإعتصام كان دولة مصغرة إكتملت صورتها عُدة وخمسون يومًا.

ولو أردت أن تعلم من هم الأبطال، إنهم من زمجروا عاليًا: “شوارع أرهقت غردون و ود علي باشا”

لكن هذا ليس فقط المغزى من حديثي، إنني أريد أن أحدث العالم عن وطنٍ به رجال صدقوا وآخرون قتلوهم، وأن يعلم الكون أننا جاهدنا حتى وصل الجهاد ذروته.

خضنا معارك كما فلسطين، لكن الفرق أننا نرشق بالحجارة أبناء عمومتنا، إخواننا، فأسمونا متمردين!

أي تمرد هذا وأنت لا تردع مليشياتك؟!

أ قول الحق تمرد؟!

والسكوت عن الحقوق محبة لحاكم؟!

والمطالبة بالعدالة خِصلة سوء؟!

والرضا بالجور فضيلة؟!

وماذا إن لم يطل الصمت؟!

حربٌ تضرب كل الأرض، لا تعلم من خرج عن صمته، عمن أكمل فيه خوفًا من أن يُسلب روحه، فسُلبت هي ومنزله وعمله، وبناته، أبنائه، وشردت من شردت.

 

_ على هامش الختام:

للقصة بقية لأننا” فينا الشريف بنداس وسط الحرامية

حتى القيم في الناس مجدوعة مرمية

تسرق عرق عمال وإيدين مزارعية

تسكن قصور عاليات مزيونة مبنية

جواها صف عربات وأعداد خيالية

جنب القصر تلقى بيت أسرة ممكونة

لا لاقية تاكل عيش لا كسرة محروقة

شفع صغار بالحيل، ضاميهم جسم نحيل

حتى الضلوع بارزات، والبطن منفوخة

ساعة الرُقاد بالليل يتقاسموا الأوضة

شايلين هموم بكرة، كيفن يكونوا شداد؟!

يتعلموا ويقروا، يتوظف الأولاد

يتجدد التاريخ بشهادة الميلاد

لا عترة لا وقعة، لا ظلم لا استبداد”

عن المؤلف