6 ديسمبر، 2024

صلاح المجتمع من صلاح الطفولة

Img 20240521 Wa0048

كتبت: هاجر حسن

 

الأطفال كالبذور الصغيرة، تنمو بمرور الأيام بسرعة. إما أن تصبح شجرةٌ مثمرةٌ تملأ الأرض بالخير، أو شجرةٍ مليئةٍ بالأشواك تملأ الحياة بالشر، أو شجرةٍ ضعيفة الفروع تنكسر أمام نسمة هواء.

 

إن الأمر ليس مجرد فرحةٍ عارمةٍ بميلاد طفل، دون أن تكون مُدركًا لكيفية تربيته تربيةً سليمةً.

 

الطفل الذي ينشأ مع والدين يصبون على قلبه الحنان والحب والاهتمام صبا، فيمتلئ قلبه بالدفء والثقة والطمأنينة والمحبة. يكون إنسانٌ طيبٌ لينٌ يريد أن يملأ الكون بالمحبة التي تملأُ قلبه، نافعًا لنفسه ودينه ووطنه، منبعًا للخير لمن حوله.

 

أما الطفل الذي ينشأ في بيئةٍ قاسيةٍ، مع والدين يطعمونه القسوة والإهانة، السخرية والموازنةُ وعدم المبالاة بمشاعره، فيمتلئ قلبه خوفًا وفزعًا وضعفًا. يكبر ليكون شخص ضعيفٍ، خائفًا، لا يملك القدرة عن التعبير عن نفسه، مُترددًا ينكسر من رأيٍ سلبيٍ أو صوت عالٍ. أو يكبر ليكون شخص قاسٍ، أشد قسوةٍ من الحجارة، يعامل الجميع بقسوة كأنه يريد أن يُطعم الجميع ما عاناهُ.

 

وعن الطفل الذى ينشأ في بيئةٍ فاسدةٍ، مع والدين لا يعلمونه شيئًا صالحًا، يملؤه بالشر والتحريض على الآخرين، يُعنفونه، يعلمونهُ كُل الصفات السيئة، فيكبر ليكون نسخةً سيئةً منهُما، يؤذي من حوله، يكذب، يسرق، أو يعنف الآخرين، كأنه كُلما مر بمكان ألقى الأشواك على من حوله.

 

لذلك قبل أن تُفكر بأنانيةٍ في إنجاب طفل، اسأل نفسك: هل بك شيء من الصلاح والمحبة لتُنشئ طفلًا سليمًا سويًا؟ هل تملك الوقت للاهتمام به؟ عندما تنظر إلى مرآةٍ، هل ترى خيرًا ينبعُ من ملامحك ووجهك؟ هل تمتلك الثقافة الكافية للاهتمام به؟ هل تستطيع أن تُغير نفسك لتكون قدوةً صالحةً؟

إن كانت الإجابة لا، فأرجوك أترك الطفولة، لا تعبث بها فتأتي بطفل ليعيش حياة تعيسة كل ذنبه إنك والده.

 

كررها دومًا لنفسك، الأطفال نعمةً، كالمياه العذبة، إن لم ترعها وتحفظها من مساوئ الحياة وتلوث هوائها، تلوثت فلا تُصلحُ في الحياة. كذلك حال الطفل.

إذا أردت مجتمعًا – سويًا – صالحًا مُتقدمًا، فعليك بإصلاح نفسك جيدًا قبل أن تُنجب طفلًا، فإن صلاح المجتمع من صلاح الطفول.

عن المؤلف