كتبت: مايسة عثمان
“مُمزقًا، مُحبطًا، متعبًا عقله من هذا الصخب، صراع، صدى أصوات، تصدع جدران، وكأنها جزيرة ستنهار فوق رأسه.”
– أترىٰ… أنهُ إنطفاء وهج الأمل الذي يعلو سماء الأنسان حينما يُخفت بريق الأضواء؛ فتندلع الإنتفاضات لتتوهج من جديد، لكن بشكلاٍ ثوري، لتعم الفوضىٰ فيتخلل كل شيء بعقله هذا الصخب الذي يحيل ما يراه إلى كائنات غريبة تتجشأ في رأسه، تتمَطأ ثم تتهيأ لإفتراسه، ملل يُضفيء الحزن على الأجواء، صواعق تضرب سماء عقله بقوة، كأنه مصاب ..
مُصاب بالتوقف قبل الحدود، مُصاب بأختراق المسموح فأصبح بين الوجود والغياب مريض، فهذا ما يسمىٰ ياسيدي بفرط التفكير، الوجه الأخر للألم، الجانب النفسي لدفائن النفوس، إنها تُمارس فرض أعراضها في الخفاء، فيُعاني صاحبها في صمت، ويصارع أفكاره في صمتٍ أيضًا ، صامد من الخارج أمام الجميع، ولكن داخلهُ لا يغادر تلك الغرفة المليئة بغبار القلق والخوف، مستنقع أفكار بالية تقذفهُ في محور الحيرة، ليُرثىٰ أحوالهُ التى باتت في قاع المحيط أحيانًا، ويتساءل مرات عدة لما لا تصل فقعة أحلامي إلى القمة؟!
فتسبح الأفكار على سطح وجههُ وتطفو لتتوسد ملامحهُ، فيفقد شهيتهُ للحياة، ليبقىٰ هكذا مستكين بمحطة قطار العمر، يجلس منتظرًا كيف ستكون النهاية…
عليك ياعزيزي، أن لا تترك ذاتك فريسة لأفكار عقلك، فلتقاوم، لا للعزلة، للوحدة، فمهما وَجِيَت الأقدام في التيه، ستجد حضن الأحبة حصنًا تُتقىٰ به، وفي بعض الأحيان عليكَ منح الصلاحية لأحدهم، أن يمنحكَ الحرية، الحرية فى الرحيل أو البقاء، في كل شيء وفي إلا شيء.
المزيد من الأخبار
عن الياسمين
أسرار سجن صيدنايا؛ الوحوش البشرية
أزمة ثقة نحو النور والسّلام