كتبت: رشا بخيت
لكل نفسٍ هموم تُثقِل فؤاد صاحبها، يهيم في الحياة بين أفراحها تارةً، ويتخبط في أتراحها تارةً أخرىٰ، قد ترىٰ المرء مُثقل وكأنَّ حزن الدنيا وُضِع بين راحة كفَّيه، لا يتنفس إلا بؤسًا، ينطوي وحيدًا بين جدران غرفته الكاتمة ألوانها، يشارك نفسه همومه، يدعو الله أن يُرمِّم نُدوبَه، تُبصره راضيًا، يُردد عند الله خير كثير، وأجلُّ حُلمه أن يمسي بخيرٍ، فكُن لطيف المرور، جميل الأثر، إن لم تُطَيِّب؛ فلا تجرحْ، وإذا لم تُهوِّن؛ فلا تسأل عن أشياءٍ أرهقت حاملها، ولا يشمل القانون البوح بها، لا يقدر على إخبارك بما يختلج صدره، ويؤرق عينه، وجعل منه شخصًا لا تعرفه، الأيام كفيلة أن تُنسيه، والليل إن طَالتْ ظلمته؛ فيأتِ النور يجلِي عتمة ماضِيه، كل شيءٍ سيُنسىٰ إلا ثبات الرفيق وقت الضيق، والله يُحفَر في شغاف القلب، ويظل عالقًا بالذّهن، لا يستوي مَن مَرَّ غافلًا عن وجعك بِمَن ثبَتَ، وثبَّتك أوان شَجنك، فالرفاق مقامات، وربّ القلب أدرىٰ بمَن يرافق حُبًّا، ومَن تهون عليه سنين الوِد، وكأنها صارت عبثًا.
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ