اتفقنا على ألا نتفق

Img 20240516 Wa0078

كتبت:  إنجى أحمد

تحلو لنا دومًا البدايات، بداية صداقة وفية نتوق إليها، بداية علاقات ودية، تسمو بها نفسك لحب ذاتك، بداية علاقة زوجية تبنيها رغبةً فى استقرار بالحياة، إلى أحوال لا حصر لها من حلو البدايات.

وعلى كل حال ومع تَبَدُّل الأحوال، نعقد عهدًا بدون أوراق إثبات، وإمضاء لطرفين بقلم بلا حبر لكنه ميثاق، ميثاق عهد اتفاق على ألا نتفق.

أرى من بعيد سحابة دخان رمادية، وألسنة لهب يعبث بها الهواء يمينًا ويسارًا تتوعد لمن يقترب منها بالفناء، تتصاعد الألسنة من منزل يبدو هادئًا هدوءًا ظاهريًا لمن يرى بعينيه ولا يفقه عقله، منزل لطرفين أبرما ميثاق الاتفاق، دون أن يشعرا خالفاه.

أُنصَتُ لجماعة يقصون أمر الطرفين أصحاب ذلك الميثاق، الطرف الأول شكى من رائحة منبعثة من الموقد، والطرف الثانى يجزم بأن الأمر على ما يرام، ولا داعٍ لإعطاء الأمر فوق ما يستحق، يصيح الطرف الأول بالشكوى والآخر عاقد العزم على التكذيب، فقد كان يعانى من مشكلة بأنفه، وما زال عاقدًا العزم على الإنكار والتكذيب، حتى انتاب للطرف الأول الشك في نفسه وأطلق عنانه للتشكيك، وذهب ليرضى الطرف الآخر بكوب من الشاى الساخن، حتى انفجرت هالة أحاطت المنزل دفءً زائدًا عن الحد المطلوب فاحترق، ونجا الطرفان وأخذا يتأملان باندهاش لنتيجة الاتفاق على ألا يتفقا.

عن المؤلف