كتبت: عفو رمضان
في بيت يغلفه الصمت، تسدل فيه الستائر.
الأم تائهة بين مقالات الطبخ وأخبار الفنانين، والأب يتوهم أنه موجود بجوانب المجالس، ولكنه يغرق بين أخبار السياسة وفيض الرياضة، والأبناء يشتهون الطفولة، ولكنهم أصبحوا رهينة للشاشات المضيئة والألعاب البراقة، وتدافع أصابع الجميع بين الإعجاب والمشاركة، وكل منهم معه شطيرة خبز يأكلها، ونسوا اللمة حول طبلية الفول والطعمية. وتبادل الأحاديث بين العائلة والأحبة، فحولهم كانت تتناثر ضحكات الأحفاد وسط رائحة الفول والطعمية، فرحل الترابط بعيداً، وتبددت الأحضان. ففي هذا المشهد الحزين والمبهم صدح صوت واء واء، ولكن الكل منشغل دون إدراك بالزمان، فأمسكت الأم بهاتف، ووضعته أمام طفلها، فتنازل الطفل عن الواء واء وسحروته الأضواء، فخطفه الهاتف، وظل داخله في حالة ثبات تلتف حوله وسائل التواصل الاجتماعي فاتحين أفمامهم يقتربون منه ليلتهموه.
المزيد من الأخبار
عن الياسمين
أسرار سجن صيدنايا؛ الوحوش البشرية
أزمة ثقة نحو النور والسّلام