كتبت: إسراء سليمان
كنت الممنوع المرغوب…
وأي ممنوع كنت؟، الممنوع الذي به حالة العصيان، عصيان الروح، كنت أعصي روحي بك، وكأنك الحياة، حتى الحياة كنت أعصيها لأجلك، نعم لقد كنت أعصي الجميع لأجلك، كنت أداة العصيان التي عصيت بها ولأجلها الناس أجمعين، في حين كنتَ لي عصاي أتوكأ عليها وأتسند، من خذلان الدنيا، فجاءت الطامة الكبرى، أنت الخذلان الأوحد في هذه الحياة وليس ما دونك خذلان، نظرة عينيك منسوجة بالخذلان، لهفتك كاذبة يملأها الخذلان، كل شيء فيك طعمه خذلان، أنا التي قصصت لسانها من بعدك، لئلا أتذوق الخذلان مرة أخرى، فلقد استكثرت عليَّ طعم الفرحة، كنت أظنك الحياة وما دونك دون، ولكنك أذقتني الألم مطهوّ في طبق مغشوش من الحب، استطعت أن تجعلني أرفض الدنيا لأجلك، أنا التي عشقت الحياة عشقًا مذيبًا، كرهتها من دونك، تساقطت أينع أوراق محبتنا أمام عينيك، ولم تلقِ لها بالًا، لِمَ سألقي أنا؟
إن قلتُ أنك انسحبت من دمي انسحاب المواد المخدرة، لقلت لك بأنه علميًّا المواد المخدرة عند انسحابها تحدث ألمًا لا يتصوره عقل، وأنا التي أدمنتك وأدمنت حبي لك وتعودي عليك صرت في آخر قائمة سيداتك الكثر، اللواتي يعانين من العُصابة التي على أعينهن، التي كالنظارة المشوهة المناظر، هز ألمك فيّ طعم الحياة فأحببتها ثانية بسببك، لك الفضل عليَّ في ألوان الربيع التي لونت حياتي بعد فراقك، كنت معتوهة بك، والآن أثر العته زال تمامًا…شكرًا…فوالله من دون المحن لم تخلق منح…
ومن دون الألم لم تخلق الغبطة…ومن دون الشقاء لم تخلق راحة…فبضدها تتميز الأشياء.
المزيد من الأخبار
مبدعة الغربية ياسمين فاروق في رحاب إيفرست الأدبية
الكاتبة أية رفعت وصرخات أنثى في حوار خاص مع إيفرست
الكاتبة ياسمين وحيد ورحلة التألق الأدبي في رحاب مجلة إيفرست… من الخواطر إلى الرواية