كتبت: سارة صلاح
لقب الدجاج الأبيض أو الفرخ الأبيض يطلق على نوع من الطيور عاش في طفولته تحت ضوء المصباح، هذي الأفراخ الصغيرة لا تستطيع العيش دون لمبة النور، أو لا تحب ضوء الشمس، تحب أن تظل دافئة بمسكنها وما إن يصبها جو بارد يصيبها الذبول والتعب.
حالة الفرخ الأبيض تشبه حالة الإنسان الذي لم يخرج من بيته، لم يتعايش مع المجتمع ويتعامل مع هذا وذاك، لم تهلكه مصاعب الحياة، فما إن يخرج تحت ضوء الشمس، أو يبدأ في عمل فإنه يتوجع من كل ناحية في جسده، تائهًا مشتتًا، تجده ساذجًا للحد الذي لا يدرك فيه كم أن هذي الدنيا قاسية لا تشبه عالمه الوردي المريح بداخل البيت، هذا الفرخ الأبيض اصطدم بالواقع، كان واقعًا غريبًا على فرخ لا يرى الشمس، فما إن اصطدم بها حتى أصابه صداع مؤلم برأسه، وراح يوجعه الألم مدة ما، وها هو يندمج بداخل العالم بالتدريج، أصبحت الشمس تضرب رأسه كل صباح بل أصبح يتأمل الشمس، والنجوم، أصبح يقف على قدميه طويلًا بعد أن كان يجلس طويلًا، أصبح مستيقظًا بعد أن كان نائمًا لمدة لا بأس بها من الزمن، وها هو الفرخ أصبح كائنًا مشتدًا عوده، كائنًا ناضجًا عاقلًا للدرجة التي جعلته يستغني عن المصباح، يخرج من عالمه الدافيء المريح إلى عالم أكثر حدة إلا أن الحياة به أفضل، حياة بها إثارة وإحساس بالوجود، حياة بها كثير من العلاقات سواء الطيبة أو الخبيثة منها إلا أنه قد نال من الرفاق الأخيار حتى ارتوى ظمئه،ونال من الضحكات نصيب وافر، ونال إحساس الإنسانية والوجود،أصبح يشعر بأن لديه رسالة عليه أن يؤديها، وأن يترك الأثر الطيب فيمن حوله، أن يترك بذرة طيبة يذكرها الناس بعد رحيله.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!