كتبت: هاجر حسن
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى • فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
في أحد الصباحات الدافئة، حيث تشرق الشمس ساطعة، كان هناك فتى يُدعى أحمد. وجهه يشع دائمًا بالنور كالقمر في السماء، ابتسامته لا تفارق وجهه، متى ما رأيتها تشعرك بالانتعاش كنسمة هواء باردة تلطف بك في حر الصيف. كان خلوقًا، هادئ الطباع، متفوقًا في دراسته، مثالاً ناجحًا وقدوة يُحتذى بها وسط زملائه بالصف المشاغبين والمشاكسين.
أحمد كان يواجه تحديات وفتن الدنيا، الظاهرة والباطنة، محافظًا على قلبه من هوى النفس والبيئة الفاسدة.
وجد أحمد نفسه أمام اختبارٍ وتحدٍ جديد.
“أحمد، لماذا لا تجرب معنا هذه السيجارة؟ إن مذاقها مثير!” سأله صديقه بالصف آدم، مقدمًا له سيجارة موقدة باللهب بإصرار. لكن أحمد بنظرة ثابتة وقلب مطمئن قال له: “النفس كالحديقة المثمرة، الطاعات تنبت بها ورودًا تبهج الروح، والمعاصي تنبت بها أشواك تعذب القلب “.
أحمد كان يحيط نفسه بحديقة من الإيمان، بنى لها سورًت قويًا من الصلاة والذكر والطاعات، والتقرب من الله. مما جعله ينتصر على كل التحديات، وهوى النفس، ويحافظ على قلبه نقيًا.
وفي يوم حفلة التكريم، كُرم أحمد كالطالب المثالي المتفوق، وطُلب منه إلقاء خطاب صغير أمام التلاميذ.
قال أحمد: أشكر المعلمين على هذا التكريم، وعلى كل ما قدمتموه لنا. ثم تابع قائلًا:
“النفس أمارة بالسوء تحتاج إلى ترويضها وكبح جماحها”.
المفاسد حولنا تحيط بنا في كل شبر على سطح الأرض، أينما ذهبت حتى وأنت جالس في غرفتك فالإنترنت وهاتفك قد يكون مصدر فتنة.
اجعل قلبك كحديقة، أروى شجرها بالذكر والطاعات. اسقيها بماء الوضوء، اجعل سمادها الصلاة والقرآن”.
الفرق بين الصالح والفاسد، هو ترويض النفس. فالصالح روض نفسه وعودها على الذكر والطاعات، فصنع له هالة من الإيمان تحميه أينما ذهب. والفاسد روض نفسه على المعاصي والفتن من حوله واللهو بالحياة، فصنع له هالة من الشيطان توسوس له.
ثم أردف قائلًا: “اعلم أصدقائي أن الأمر به مشقة في هذا الزمن الذي هوائه معبأ بالفتن، لكن انظر إلى أن جنة الخلد التي ستكون مكافأتك، لنهى نفسك وجهادها عن الهوى. الجنة تستحق يا أصدقائي”.
“علم نفسك بنفسك، قوم بالعيش في حديقة خاصة بك، حديقة ثمارها قطوف الإيمان، حديقة صالحة تشع بنور الإيمان والقرآن. تكن إنسانًا فريدًا ناجحًا”.
اختتم أحمد خطابه، بتلاوة الآية القرآنية بسورة النازعات بصوته العذب يملؤه الخشوع: “{فأما من طغى • وآثر الحياة الدنيا • فإن الجحيم هي المأوى • وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى• فإن الجنة هي المأوى}”
وبينما كان الجميع في المدرسة من طلاب ومعلمين يصفقون لأحمد، همس آدم، صديق أحمد، لنفسه: “الآن قد عرفت السر، من الآن سأطبق ما قاله أحمد عسى أن أكن قدوة صالحة وناجحًا مثله”….
المزيد من الأخبار
القصص القرآني؛ عبر ودروس
تمني
رواية خديجة