كله بيد الله

Img 20240425 Wa0119

كتبت: سحر الحاج

 

ليلى فتاة في الثامنة عشر من عمرها، تهوى قراءة الكتب من شتى أنواع العلوم، في أحد الأيام ذهبت برفقة صديقتها إلى إحدى المكتبات العامة للقراءة، عندما وصلتا إلى بوابة المكتبة وقفت ليلى فجأة شعرت بألم حاد في رأسها؛ يكاد يغمى عليها أمسكت بيد صديقتها متألمة بشدة، أحست بأن عينيها تؤلمها لم تسطع مقاومة الوجع، أمسكت بيد صديقتها نور بقوة تقول:

-لا أستطيع تحمل الألم رأسي يكاد ينفجر.

فزعت نور وخافت على ليلى وظل تبكى وهي تقول:

_ بسم الله على رأسك حتى يطيب، ماذا أصابك فجأة يا عزيزتي؟!

لم تعد تستطيع الوقوف فقدت وعيها، تهاوى جسدها أرضًا من بين يدي صديقتها، صرخت تطلب المساعدة.

نقلت ليلى إلى إحدى مستشفيات المدنية، ومازالت فاقدة لوعيها حتى اليوم الثاني، كانت أمها تبكي على ابنتها وما ألت إليه فجأة كيف وصل بها الحال إلى هذه المرحلة؟! هل كانت تتألم طيلة الوقت ولم تلحظ هي ذلك! ظل تتمنى أن تكون ابنتها على ما يرام، وتستعيد وعيها بأسرع وقت.

جاء الطبيب حيث كان يجلس أبوها وأمها، تقدم بتحية طيبة ثم قال وهو يضع يده اليسرى في جيب مريلة بيضاء:

_ قبل أن أخبركم بكل شيء أود أولاً أن تتفهمو جيدًا ما أقوله ولا حاجة للقلق والتوتر.

نظر كل منهما إلى الآخر، أعين تايهه تبحث عن ضالتها بين ثنايا عين الآخر، هل ما سيقوله الطبيب يطمن القلب؟ أم يذيبه ويدمي قلبين في انتظار قلبهما الثالث!

_ قد تستعيد وعيها خلال الساعات القادمة، ولكن الفحوصات التي قمنا بها، للأسف لا تطمن، وعليكما أن تكون أكثر ثبات وقوة لأن كل ما يحدث في حياتنا ليس إلا اختبار لنا…

قطع كلامه والدها يستفسر بشفقة وحزن:

_ لا داعي لتلك المقدمات، نحنا نؤمن بالقضاء والقدر وكلنا مبتلين في هذه الدنيا.

ابتسم الطبيب قائلًا:

_ هكذا هم المؤمنون حقاً! ليلى أصابها عمى فجأة ولكن كل أمر لله…

يتبع…

عن المؤلف