كتبت: رشا بخيت
لا سريرة تُحجب عن الأعين؛ فالدَّهر دوائرٌ، ومَن يجور ، تَلقفه النوائب، متَىٰ يطغَىٰ الأثم، يندر الحِلم، ثَمًّة ذنوبٍ لا تُغفَر، وغارس الشوك في دروب الحُفاة، لا يظفر.
وقائع اليوم خير شاهدٍ على عاقبة الشُّؤْم، لا مخلوق معصوم من الذَّلل، ومَن يُلدَغ من ذات الجُحْر؛ سيغرق في مُصابٍ جَلل، وقتما يَكثُر الخَبث، وينتشر العبث، ينقلب كل شيءٍ على عَقبيه، تطول الأيام، ويشتد خَطبها؛ فتجد المَنيَّة تقرع الأبواب مُعلِنة، لا فرق اليوم بين عجوزٍ ومُرضِعة، أنَّىٰ طوفان الجور يموج بعضه، يُمسي المُحال إخماد البركان، ويغدو المُنَىٰ رجوع الدَّهر كما كان، يزيد الهَرج عن حَدِّه؛ فَينقلب كل شيءٍ إلى ضدِّه، يصير الأحمق مُفَوَّهًا، و الضآل تُبصره هاديًا، الكون عمَّه التَّلف، تصادف أرذل الموجودات تعزفُ على لحن الباطل أكذوبة، ويلتف حولهم الحشد، وكأنها أعجوبة، رُبَّ ماكرٍ يُحلِّق بِخبثه عاليًا، إنَّ الحياة تتغير كالفصول، ترى الشخص بعدما كان شامخًا؛ تُبصره على الثَّرىٰ مُهشمًا.
لا بطانة مُخفاة؛ فالتاريخ يعيد نفسه، إنما حافر الجُبِّ سيقع به، وصانع السُّوء رغمًا عن أنفه سيُجرَّع منه.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات