كتبت عفو رمضان
كان يا ما كان، في أرض بعيدة، كانت تعيش سلحفاة تحب استكشاف العالم والخروج من مأواها الآمن لتشق طريقها في رحلاتها اليومية وفي يوم من الأيام، وأثناء تجوالها، قابلت أرنبا ولم يمر وقت طويل حتى اندلعت ضحكات الأرنب بصوت عال وهو يشاهدها تسير ببطء على الطريق فقال بسخرية: “عيني ما رأت أبطأ منك في حياتي!”
تأثرت السلحفاة بكلمات الأرنب وشعرت بالحرج، ولكنها استمرت في سيرها بثبات. وفي طريقها، قابلت قوقع الحلزوني فابتسم لها القوقع في خجل وقال: “عيني ما رأت أسرع منك في حياتي، أتمنى لو تستطيعين حملي وتوصلينني إلى منزلي فقد أرهقني الطريق وكما ترين أني بطيء جدا!”
استغربت السلحفاة من كلام القوقع ، فكانت تعرف أن سرعتها ليست سريعة جدا. ضحكت سلمى وقالت: “هذا بالنسبة لك يا قوقع ، فأنا لست سريعة مثل ذلك الأرنب ولا بطيئة مثلك!” علي كل حال فالمرء عون لأخيه يمكنك الصعود فوق صدفتي سأوصلك فطريقك هو نفس طريقي.
فيما بعد، قابلت السلحفاة دودة صغيرة في نفس طريقها كانت تلوح طلبا للمساعدة فوقفت السلحفاة فقالت الدودة: “أرهقني الطريق جدا وأنا لا أستطيع أن أكون بسرعتكم، فهل يمكنك حملي يا سلحفاة ومساعدتي في الوصول إلى منزلي فطريقي نفس طريقكم؟”
فتراحم قلب السلحفاة وسمحت لها بالصعود فوق صدفتها، وبدأت تسير وحينها قال القوقع للدودة: “تمسكي جيدا يا دودة، فسرعة السلحفاة لا تصدق!” فهي سريعة جدا وإن لم تتمسكي ستقعين وتسحقين.
فنظر لهم الأرنب وظل يضحك ساخر منهم جميعا ولكن حينها تدافعا الهواء بجوار الأرنب فنظر الأرنب جواره ليرى ما سبب تدافع الهواء.
وهنا، ظهرت نعامة كبيرة تسير بسرعة كبيرة فهي أسرع منهم جميعا، فنظرت وقالت للجميع: “يمكنكم الصعود على ظهري، سأحملكم وأوصلكم جميعا إلى منازلكم، فأنتم تسيرون في نفس طريقي!”
فصعدت السلحفاة، الأرنب، القوقع والدودة على ظهر النعامة، وكان الأرنب يشعر بالخجل من تصرفاته السابقة وضحكه على السلحفاة، ولكنه أدرك أن السرعة والتسابق ليست هي الأهم في الحياة بل الأهم هو التعاون فالتعاون هو عماد النجاح.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت السلحفاة والنعامة والأرنب والقواقع والدودة أصدقاء حميمين. تذكروا دائما أن السرعة والبطء ليست مقياسا للقيمة الحقيقية للأشخاص بل الأهم هو القدرة على تقديم المساعدة والتعاون والتفاهم في رحلة الحياة…
المزيد من الأخبار
ولنا مع الاكتئاب حكاية
فراشة الظلام
تمني