5 ديسمبر، 2024

أقفال الكتمان

Img 20240331 Wa0043

كتبت: نور إبراهيم 

أتعلم يا عزيزى ..

تمنيتُ لو أنني تجرأتُ على البوحِ بمشاعري التي خبأتُها بصناديقِ الخوف محكمة الإغلاق والمتوارية خلفَ أقفال الكتمان حتى أصبح يلتهمني التعب من كثرة التظاهر بالقوة لكنني اليوم بكيتُ بشدة، لكن اليوم كان نحيبى على غير عادتهِ بكيتُ بكلِ برودٍ ولا أعلم ما هذا وأين أنا من بين كل هذا لكنني لست بخير يا عزيزي نعم ليست أموري على ما يرام فأنني كاذبة طوال الوقت في مشاعري أقسم لك أن قوتي هذة مزيفة ولا أعلم أيغفر لي ربِي عن تلكَ الكذبات و النفاق مع ذاتي و قولي أنني بخير دائمًا أم ماذا؟! لكن كل ما أعلمه أنه لم يعد أى شيء كما عهدتُ سابقًا وجدتُ قسوة الذكريات تطغي على حلاوة أيامي التي تنساب من بين أناملي برفقٍ حتى أصبحتُ أنصاعُ إليها بكلِ تواطئ وبلا مقاومة وجدتُ فيها ضياع حلمًا انتظرته طوال سنواتي وجهدي وجهادي منذ نعومة أظافري للوصولِ إليه و الاستلقاء بكلِ غبطةٍ على سحابة أمنيتي لكن كل هذا انتهى بخيبة أمل فلقد هويتُ على صخور الفشل الذي مازال يلازمني حتى الآن لا أعلم حينها كيف انصب علىَّ هذا البرود و تلك الابتسامة المصحوبة بدموع لاذعة تفوح بمشاعر أخفيها بين نبضاتي كادت أن تتمزق لها نياط فؤادي من الصرخات المكتومة بداخلي لا أعلم من أين أتت لي تلك القوة التي و لا أعلم ماهيتها حتى الآن فكل الذى أعلمه أن حلم أيامي فقدته فقدان أبدي وبلا عودة فكل هذا لم يكن هراءٍ فحسب كما توقعته، و تعلم ما المؤلم أكثر يا عزيزي؟! صديقي .. نعم صديقي حينما عَزم الرحيل آخذًا معه بقايا الرفقة و فتات الرحمة منتزعًا حبي له وتاركًا لي ذكرى أليمة متناسيًا تلك الوعود التي أقسَم ألا يخالفها أبدًا ولكن ماذا بعد لقد انقطع الوداد بيننا وها أنا متواجدة فى غربة أيامي تائهة في دروب الحياة جالسة أعلى مضجعي تدمع عيناى على ذكرى اسمه و طيف من الذكريات التي تراود مخيلتي ها أنا أجلس بكلِ برودٍ كعادتي وكبرود ليلتي التي لم ألتمس منها الدفئ بتةً متحسرة على حلم تأكدت من زواله للأبد وعلى صديق خانتنا الأيام و أقسمت على فراقنا فكل ما أريده الآن أن يغمضُ عقلي عيناه و يتغافل عن تلك الذكريات الجارحة التي تركت ندبة الحزن كالوشمِ انطبع داخل خافقي فأنني أريد الراحة لقلبي الذى يبحرُ عكس دروب النجاة مترجل بين أزقة الحياة لكنني سأحاول التحرر من تلك الذكريات وإن غصتُ بنفسي إلى قاع الهلاك وها أنا أذهب إلى عالمي الافتراضي لعلي لا أعود منه ثانية.

 

 

عن المؤلف