كتبت: هاجر حسن
وسط قسوة وظلم رماد الحروب، يشع الحب برفق كشعاع مضيءٍ، عطوفًا، لينير ظُلمة القلوب المحطمة.
تشهد أشجار الزيتون على قصص تروي للصغار والأشبال، فكانت قصتهم مختلفة، تعلقت في الأذهان عبر العصور.
بريئة هي، ذات قلب عطوف، لكنها وحيدة بعد فقد عائلتها جميعها في الحرب، فأصبحت مثل فرع وحيد باق بشجرة. تملك روح نقية كالماء العذب، وعيون متى ما نظرت لها ترى بها دفئًا، ونظرة حادة قوية كشرارة نار الحروب.
قويًا هو، قلبه طيب مثل قلب الطفل، لكنه دائمًا ما يظهر بقناع القسوة والجمود، روحه جامدة باردة كالثلج، مُتأثرة بهول الدمار والحروب.
شاء القدر أن يتقابلا فألقى بخيط رفيع، مثل شُعاع الشمس ليجمع قلوبهما حتى تُنير. فجمعهم بمخيم اللاجئين.
رأي فيها البراءة والطفولة، مع خجل وطيبة تنعكسان في أعينُها، ما جعل قلبه الصلب يلين مطمئنًا لها. ورأت فيه طيبة عميقة تختبئ وراء قسوة ملامحه، تظهر في معاملة للأطفال، رحمة تملأ عينيه طمأنت فؤادها القلق.
اجتمعت أرواحهم، سكنت واطمأنت فاستقرت، بحجارة نقشوا أسمائهم على خشب شجرة الزيتون على العهد ألا يفترقون، يمر العمر بهم، مهما تفرقهم الحروب، يجمعهم من جديد القدر ونبض قلوبهم، هكذا كانوا هم روح واحدة في جسدين، حتى أصبحت قِصتهم مخلدة.
المزيد من الأخبار
ولنا مع الاكتئاب حكاية
فراشة الظلام
تمني