كتبت عفو رمضان
________________
كان يا ما كان كان هناك ولد اسمه محسن ، صبي طيب القلب، ولكنه كان يعاني من مشكلة كل من كان حول الناس، كانوا يسخرون منه ويستهزئون به بسبب شكله الغريب واهتماماته الأغرب فمثلا كان مهتما بعد موجات البحر ونيل والقياس التقريبي لها فكانوا يقولون له أشياء سيئة ويجعلونه يشعر بالحزن والاضطراب.
وفي ليلة ما نزلت فيها المطر بغزارة، وقبل أن يغمض جفنه وينام، دعا الله أن يوقف الكون كله، فيوقف الجميع عن الحركة والكلام فكان يشعر حينها باليأس ويريد أن يتوقف عن الحزن والاستهزاء.
وفجأة، بدأ الرعد يدويا بقوة وفي غمضة عين، توقفت جميع الأصوات والحركة حوله. كان العالم كله يشبه الصورة الثابتة، حيث تجمد الناس في مكانها وتوقفت السيارات في الشوارع حتى الفقاعات الصابونية التي كان يلهو بها طفل الجيران تجمدت في الهواء.
وعندما استيقظ محسن، شعرا بالدهشة والتعجب. كان يرى الناس والأشياء تجمدت في مكانها، وكأن الزمن قد توقف كان الكون كله هادئا وساكنا كان يمكنه أن يتحرك ويشاهد كل شيء حوله دون أن يتغير أو يتحرك كان يمكنه دخول أي منزل وفعل أي شيء، فلا أحد يراه، وكأن الكون كله أصبح ملكا له.
في البداية، شعر محسن بالسعادة والحرية، وأنه هو وحده الذي قادر على فعل أي شيء تلك الفكرة كان مولعا بها، فبدأ يستمتع بتلك اللحظات الساكنة كان يتأمل في الجمال الطبيعي حوله، مثل قطرات المطر المتجمدة وأشعة الشمس المنعكسة على البحيرة الساكنة وبدأ يشعر بالسلام والهدوء الذي لم يشعر به من قبل.
وبدأ يسخر من كل ما حوله، مثلما كانوا يفعلون به ومع مرور الوقت، بدأ الفضول يعتريه، فبدأ بطرح سؤال لنفسه: لماذا كانوا يسخرون منه؟ وبدأ يفكر في كل شخص حوله ويتساءل عما كان يمر به هؤلاء الناس؟ وبدأ يدخل منازل من كانوا يسخرون منه ويشاهد كيف يعيشون.
وكانت المفاجأة أنه عرف أن كل من كان يسخر منه كان لديه حياة بائسة ومشاكل كثيرة والأسوأ من ذلك أنهم لم يجدوا أحدا ليشكون له همومهم، فكانوا يشعرون بالوحدة وكان كل منهم يظهر للناس بمظهر يختلف تماما عما يعيشه حقا من داخله.
ومع أدراك محسن لهموم الناس، أشفق عليهم وبدأ يفكر فيما يستطيع فعله لهؤلاء الناس ولكن المشاكل كانت أكبر من استيعابه لكي يجد حلولا لها ولكنه قرر أن يهتم بهؤلاء الناس ويسأل عن أحوالهم ويساعدهم بقدر ما يستطيع وأن يستمع لمشاكلهم حتى لو لم يستطع حلها فبهذه الطريقة على الأقل يستطيع أن يخرج الطاقات السلبية لديهم.
وهنا بدأ يشعر بالترابط مع الناس والعالم من حوله فقد أدرك أن الجميع يواجهون تحدياتهم ومشاكلهم الخاصة، وأن الاستهزاء والسخرية كانت نتيجة لما كانوا يواجهون في معيشتهم.
بعد فترة من الزمن، استعادت الحركة والحياة سرعتها الطبيعية وكل شيء عاد لما كان عليه ولكن شيء ما تغير بداخل محسن فهو أصبح أكثر تسامحا وتفهما تجاه الناس وبدأ يشجع الآخرين ويساعدهم بدل من الاستياء منهم.
ومع مرور الوقت، توقفوا عن السخرية منه وتبدلت مشاعرهم، وأصبح الجميع يحبونه ومنذ ذلك الحين، أصبح محسن صديق محبوب للجميع واكتشف أنه يمكنه أن يكون نفسه وأن يكون قويا في وجه التحديات والصعوبات وعرف أن التسامح والصبر هما المفتاح لبناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين…
المزيد من الأخبار
مكالمة بعد منتصف الليل
الأمير قمر الزمان
لعنة سنموت