كتبت: سحر الحاج
الخميس الساعة 10 مساءٍ…
بلاغ عن خبر سقوط سيارة من أعلى جسر الروابي، تقدم الضابط المسؤول يحمل ملف قضية غامضة لم يمضي على حدوثها أكثر من ساعة واحدة.
كنت واقفًا في الظلام حيث لا أجد متنفسًا إلا في هذا المكان، دوما أتي إلى هنا أعشق هذا الجسر المظلم ليلاً، وأجد أناس كُثُر هنا أيضا، أظن أن جميعهم لهم هموم وأزمات لا يجدون لها حل إلا عند حافة هذا المرتفع؛ ولكن قبل حدوث ذلك الحادث المريع بدقائق ليست بالقليلة ولا الطويلة، وقفت سيارة قرب سيارتي خرجت منها فتاة يبدو لي أنها في ريعان شبابها، لم أتمعن في رؤية ملامح وجهها؛ فقد كان المكان مظلم إلا من إنارات هنا وهناك، وأضواء السيارات العاربة في طريقها، كل ما أتذكره هو أنها وقفت على بعد خطوات مني سمعت صوتها وهي تتمتم بكلمات ليست واضحة، يعلو نشيجها شيء فشيء أظنها كانت تخرج عبرات مكتومة صوت أنينها بدء عالي بعض الشيء، تركت أفكاري وشرودي والتفت نحوها أنظر لها! وأتساءل ماذا بها؟ ولم تمضي على نظراتي إلا دقائق وعادت إلى سيارتها وفجأة تقدمت نحو حافة الجسر لتقلب السيارة في البحر، وأنا ومن معي في حالة صدمة وفزع، نعم صحيح تذكرت شيء مهم! كانت تمسك بورقة وتقبض عليها بقوة، ثم رمتها ولكن لا أتذكر هل القت بها في الماء أم خلفها! هذا كل ما أعرفه سيدي الضابط.
تذمر الضابط المسؤول بضجر يهز رأسه بتعب:
_ شكرا لك يمكنك الذهاب الآن، لا شيء جديد في كل الأحوال هذا يبدو حادث إنتحار!
كتب الضابط في الملف
_ مع سماع كل الشهود العيان والأدلة الواردة وبعد تشريح الجثة رقم “…” مازالت الأبحاث مستمرة للبحث عن بقية معارف الجثة والسماع منهم قضية رقم 10655 من مركز شرطة مدينة الشرقية.
المزيد من الأخبار
ولنا مع الاكتئاب حكاية
فراشة الظلام
تمني